الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

وداعا يا إكليل الزهور

كما وعدت من قبل ها أنا اليوم أعيد نشر إحدى الموضوعات التي اعتقد انها جيده و لكنها لم تجد حظا و لم تأخذ حقها من القراءة... اتمنى أن تنال إعجابكم و لكم كل الشكر و التقدير..
نشرت هذه الخاطرة في..02/05/2008
أترككم مع الحدوته..
***********
لا أعلم لماذا أجد نفسي اليوم وحيدا؟...الكل انفض من حولي...أهلي, جيراني, أصدقائي, أحبائي...الكل غادرني و رحل عني... تركوني أقاسي الحياة وحدي...ياله من إحساس مؤلم...لكني لم أحزن..لم أجزع...فهي لم تتركني...هي فقط من تمسكت بي رغم فراقنا و خصامنا...وجدتها على باب منزلي...وجدتها على عتبة داري...ممسكة بباقة من الزهور-أم هل أقول إكليلا؟-طبعا لم أدعها للدخول فأنا أعيش وحدي...رأيتها تبكي بحرقة...اغرورقت عيناها بالبكاء...وانهمر الدمع على وجنتيها كالمطر... وجدتها تتوسل إلي أن أعود إليها...ترجوني ألا أرحل عنها و أتركها... أقسمت بأنها تحبني و وعدتني ألا تضايقني أبدا...تمزق نياط قلبي لحديثها و دموعها...رق قلبي...لكن كبريائي منعني من الحديث والبوح بحقيقة ما يدور بداخلي...هكذا تجدني أشيح بوجهي عنها في صمت... شعرت بغضبي فوضعت إكليل الزهور على عتبة الدار و غادرت دامعة العين كسيرة القلب...
********
على مدى عام كامل كانت حبيبتي تأتيني كل يوم...تحمل كعادتها إكليل الزهور و تضعه على عتبة داري...تبكي و تتوسل...تدمع و تطلب مني السماح...صراحة رق قلبي...فتر غضبي...لكني لم اعترف بذلك...صارت كل يوم تأتي و تحدثني و تسليني...تحكي لي عن حياتها و عن صديقاتها...هذه أحبها و هذه أكرهها...تحدثني عن مضايقات جارها الذي يهواها وهي لا تتقبله...تمازحني و نضحك سويا...تأتيني يوما ضاحكة تحكي عن إنجازاتها...و تأتيني يوما باكية تحكي عن إنكساراتها...تأتيني كل يوم على مدار العام تسلي وحدتي و تمنحني الأزهار...في قرارة نفسي عقدت العزم على العودة إليها و استرجاع الحب بيننا...في انتظار الفرصة السانحة...
********
ماذا حدث لحبيبتي؟!...قد قلت زياراتها تدريجيا...أصبحت تأتيني مرة كل أسبوع...بل أسوأ....صارت مرة كل شهر...تأتيني جامدة الوجه...تحدثني حديثا سريعا مقتضبا و تمشي مسرعة...لكنها لم تنسى عادتها...كانت تضع إكليل الزهور على عتبة الدار و ترحل...غضبت...كدت أعدل عن قراري الذي اتخذته سرا...لكني تراجعت...أنا لا أعلم ظروفها...ترى من يعلم؟!!...
********
انقطعت حبيبتي عن زيارتي عاما كاملا...كاد أن يصيبني الجنون...صرت أقضى معظم وقتي في قضم أظفاري...كبريائي منعني من الاتصال بها... ترفعي منعني من السؤال عنها...كنت أفكر هل ملت وضاقت ذرعا بتكبري و ترفعي عليها وتمنعي عنها...لكن لا...قد بلغ مني الغضب مبلغه...كان كل يوم يمضي دون أن تأتي يفعل بي فعل الأخشاب في النار المتأججة... نويت أن ألومها أشد اللوم حين مجيئها...نويت قطع كل صلة لي بها حينما تأتي...لكن هل تأتي؟!!...
********
اليوم جاءت حبيبتي...كانت في أجمل صورة...مجرد مرآها أنساني كل إحساس بالغضب...أنساني كل كلام اللوم و العتاب...كان شوقي باديا علي...كدت أن أخذها بين أحضاني لكن الحياء منعني...لكن لحظة...من هذا الطفل الصغير الذي يغفو على كتفها...سمعت صوتا ذكوريا يأتي من غير بعيد يقول في نفاذ صبر:"ألم يحن الوقت بعد؟"...ردت عليه حبيبتي في سرعة:"حالا يا حبيبي...إنها آخر زيارة كما تعلم"...ثم نظرت إلي باسمة وقالت:"قد مرت السنون يا عزيزي...وعلى المرء أن يعيش حياته و يجدد مستقبله...قد وهبنا الله نعمة النسيان...أرجوك لا تغضب مني... أرجوك سامحني"....ثم وضعت إكليل الزهورعلى عتبة الدار و رحلت مسرعة...حاولت أن استوقفها و اعترف لها بحبي و بندمي على تركها تلك المدة تقاسي...لكن الكلام احتبس في حلقي...تجمد الدمع في محاجري...حاولت أن أجري و ألحق بها لكن لحظة...ما هذه الدار الضيقة التي أعيش بها؟...ما هذه الجدران و كل هذا الظلام المحيطين بي؟...ما هذا الحجر تحت رأسي؟...ما هذا الباب عند قدمي؟...ثم لماذا ارتدي هذا الثوب الأبيض الذي لا أكمام له؟...ما كل هذا التراب الذي يحيطني و يغطيني؟....هنا أدركت الحقيقة...ومع صوت خطوات حبيبتي المبتعدة...علمت أنها آخر زيارة منها...آخر مرة أراها فيها...علمت أنها آخر ضحكة و آخر بسمة و آخر دمعة و آخر لقاء...علمت أنه آخر إكليل زهور اتلقاه منها...وعلمت أيضا الحقيقة القاسية التي أخشاها...علمت الآن علم اليقين و تأكدت...هنا فقط تأكدت...إنني اليوم حقا قد مت...
و علمت حق العلم...أنه آخر إكليل زهور...فوداعا يا إكليل الزهور....

هناك 7 تعليقات:

mohamed ghalia يقول...

ما كل هذا الحب يا حبيب القلب
رغم النهاية الحزينة إلى انك ابدعت بمعنى الكلمة
تحياتى أخى العزيز
دمت بكل الود

مفكر يقول...

السلام عليكم::

رائع جداً يا صديقي البرنس

أسلوب متميز بجد وحبكة قصصية لذيذة

بس أنا مش واخد بالي من حاجة... جوز البنت هو اللي جابها علشان تعمل آخر زيارة؟!!

تحياتي

أخوك في الله

مفكر

مهرة سالم يقول...

السلام عليكم......
و علمت حق العلم...أنه آخر إكليل زهور...فوداعا يا إكليل الزهور....

تبكي الإكليل فيها...

او لم تكن من ....
قبحت جمال مرسله....
وأعدمت عبير كلماته...
...........
أحييك على هذه الخاطره الجميله..
أحببت واقعيتها إلى حد ما..
........
في إنتظار كل جديد ...
...
دمت بخير

العراف يقول...

السلام عليكم
قصه جميله جدا انا حبيتها كتير وبكيت عليها كتير من كتر الاحساس اللى فيها بجد انت فكرتنى بفيلم انا شفته اسمه فيرا زارا هو فيلم هندى بس قصته روعه بجد تسلم ايدك جميله قوى

نـــــور يقول...

رامى حرام عليك
القلب موجوع جاهز
والدموع كتير لوحدها
مش لازم تحليل للشخصيات
لانى مش عارفه اكتب الكلام اللى كان فى دماغى قبل مااقرا اخر سطر
دموعى غلبتنى
اقسمت بالله غليك ليه الوجع؟!

نـــــور يقول...

تعرف كان نفسى ارجع اقراها تانى لكن دلوقت مش هقدر واعتقد ولا بعدين لان قلبى مش هيتحمل ده مرتين
لكن النهايه جايه لا محاله

mohamed ghalia يقول...

طولت غيابك علينا