الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

مجرد لحظة


استمرار تاني لعرض المواضيع القديمة التي اجدها لم تأخذ حظا من المتابعة اعيد نشر موضوع مجرد لحظة.... مجرد لحظة كان موضوع كتبته في فترة الكتابة بالأحاسيس مش الكتابة بالفطرة أو للتأمل أو للأدب أو لأكل العيش...دي كانت قصة من واقع قسوة الفراق المرير و التجارب الغير سعيدة...
اهداء لذكرى آخر لقاء حقيقي قبل الفراق الجميل المريييييييح...حيث حدث في مثل هذا اليوم....
مشكلتي اني ممكن انسى اي حاجه...لكن ما انساش التواريخ ابدا....ولا اللي بيحصل في التواريخ
نشر هذا الموضوع في :- 7 أبريل 2008
بس ...اسيبكوا مع الحدوته...


بعد شهر أو سنة أو سنوات .... ستجلس وحيدا تتذكر.... قد تكون فعلا وحيدا وقد يكون أهلك حولك وأصدقائك معك وأحبائك بجانبك لكنك ستكون فعلا وحيدا.... لا تشعر بهم لاتكترث لهم....تفكر فيها فقط....تتذكرها .... تتخيل ضحكاتها..... تستعيد ابتسامتها...... تسترجع كلماتها.....فيخفق قلبك ويعاودك الحنين.... لكنك تتذكر شيئا...هو ان ذلك يحدث لك كل يوم منذ فراقكما.... تتذكر البداية....تتذكر زمالتكما البريئة التى تحولت إلى صداقة حميمة ومنها إلى حب عميق.... تتذكر كيف كان اللقاء الأول وكيف كانت طفلة بريئة.... ملاكا جميل.... فراشة حالمة تمرح في المراعي....تتذكر وقلبك يخفق.... تستعيد أيام العلاقة وتسترجع أيام الحب والوفاق.... تتذكر وقلبك يضطرب.... ثم تسترجع يوم النهاية وتستعيد لحظة الفراق.... تتذكر وقلبك ينفطر....تتذكر ويستبد بك الحنين ويشتد عليك الشوق لكنك تقاوم ولا تدري مايدور في نفسها ولا مايجول به خاطرها ولا مايخفق به قلبها..... تسأل نفسك.... أتتذكرني كما أتذكرها أم علها نستني..... أتشتاق إلي كما أشتاق إليها..... أتحبني كما أحبها..... تتذكر الآن عندما يستبد بك الشوق....كنت تبحث عنها بين الوجوه ولا تريد أن تراها كي لا تراك فيبعث شئ ما في قلبكما.... أصبحت لا تجد سعادتك إلا في فكرة اختمرت في ذهنك.... هي حية و أنت حي.... هي تتنفس نفس الهواء وتشرب نفس الماء بل وفوق ذلك هي تدرس نفس العلم...... إذن فبرغم كل شئ مازال هناك أشياء مشتركة بينكما ..... أصبحت فرحتك في أن تراها بخير حال وفي أسعد صورة.... فترضى..... تتذكر ذات مرة حينما كنت ماشيا فرأيتها من بعيد قادمة .... خفق قلبك وبالتأكيد خفق قلبها...... وقفتما وتلاقت عيناكما وتعانقت قلوبكما وخفق وجدانكما.... تبادلتما حديثا سريعا هامسا كل يسأل عن أحوال الآخر في اهتمام ويجيب باقتضاب..... تحاولان إبعاد عيونكما قدر الإمكان حتى لا تفضحكما ..... لكنها في النهاية تتلاقى وتعبر عما بداخلكما..... تقول عيناك لعيناها:- لقد تعذبت لكني أسامحك..... ألومك لكني أحبك..... اشتقت إليك لكني أقاوم..... وترد عيناها:- لم تركتني و أنت تحبني.... أحبك واشتقت إليك لكن كرامتي تمنعني من البوح بسري.... وقبل أن يتطور حوار العيون إلى كلام مطلق تكون قد تركتها مع سلام سريع وقلب مضطرب...... ووتذكر لقائتكما قديما..... تتذكر طول مدتها والتي لا تشعران بها.... تتذكر كيف كان الحب مكانكما.... والهوى زمانكما..... والغرام جوكما..... والحنين حديثكما...... والشوق سلامكما..... والمستقبل هدفكما ...... تتذكر وقلبك يبكي وتقول:- أبعد كل ذلك يكون لقائنا لحظة خاطفة..... نعم مرت عليك اللحظة سنوات ولكنها لحظة عابرة..... ومضة من ومضات الزمن.... ينفطر قلبك لكنك تدرك أنه كما جمعكما القدر فله وحده الحق في تفريقكما ..... تمر بك الأيام ولا هم لك سواها لاتفكر في غيرها ولا ترى إلا طيفها.....حتى كانت صدفة أخرى..... حينما تلاقيتما مرة أخرى ... تلك المرة لم تقفا.... تلك المرة لم تتحدثا.... بل سار كل منكما في طريقه مع تحية عابرة وهزة رأس وابتسامة خاطفة..... يتمزق قلبك أكثر وتسأل نفسك:- ألم يبق من كل هذا الحب سوى تلك التحية الخاطفة.....تتحسر أكثر فأكثر.....فأنت تراها جميلة كعادتها بل أنها تزداد جمالا وانتعاشا..... وتزداد أنت هما وقبحا...... أصبحت الكآبة مسكنك..... وأصبحت الوحدة صديقتك....... وصار الحزن مؤنسك......تمر بك الأيام وتتعاقب عليك الهموم..... ثم تتكرر الصدفة.... تنظر إليها وتنظر إليك.....ترى استعجابا فعليا في عينيها فتندهش....تنظر إليك بيعنين ملآى بالحيرة وتسمع نظراتها تقول:- هل عرفت هذا الشخص من قبل؟!!! ..... وتنظر أنت إليها بعينين جريحتين ونظراتك تقول:- أحبك كل لحظة أكثر من ذي قبل.... تمر اللحظة..... تشعر بها سنوات كعادتك ..... لكن بالنسبة لها لم تكن أكثر من لحظة خاطفة.... مجرد لحظة....

الأحد، 7 ديسمبر 2008

على الكورنيش



استمرار لعرض المواضيع القديمة التي اجدها لم تأخذ حظا من المتابعة اعيد نشر موضوع عالكورنيش....موضوع محبب جدا إلى قلبي و كان بعيد نسبيا عن الرومانسيه الحالمه...
نشر هذا الموضوع في:- 13 مايو 2008
اترككم مع الحكاية.....

لكم أعشق الاسكندرية في الشتاء....أمقتها صيفا و هذا حق مشروع للجميع حيث الحر والزحام والمصطافين من كل صوب و قاع المجتمع حين يطفو فيصير سطحا....لكن في الشتاء الأمر يختلف....الاسكندرية في الشتاء تشعر بأنها ملك لك وحدك...تفتح ذراعيها لاستقبالك...تبتسم لك وتتجمل من أجلك...لكن أشد ما أعشقه في الاسكندرية شتاءا هو السير ليلا وحيدا على الكورنيش...أعشق التأمل وأهيم بالشرود وأتيم بالوحدة والصفاء الروحي....كانت الساعة تجاوزت العاشرة بقليل...كنت أسير منفردا على الكورنيش الساحر...في هذا الوقت من العام لا تجد الكثيرين في هذا المكان...الجو شديد البرودة لكني لا أهتم و أضم ياقة معطفي طلبا للدفء ....حينما يجتمع البرد و الضوء الخافت مع أصوات أمواج البحر المتلاطمة مع قليل من العناصر البشرية المبعثرة في كل صوب أشعر أن الكون قد تجمل و أن الزمان قد جرد أدواته ورسم لنا لوحة رائعة...لوحة اسمها الشجن....هكذا أحب السير وحيدا في هذا الوقت....أتأمل هذا و أحدث ذاك....هنا رأيت رجلا عجوزا أعتقد أنه تجاوز السبعين من العمر...كان مدثرا بمعطف رث قديم....ذهبت و جلست إلى جواره...قررت أن أتحدث معه في اي شئ....كبار السن دائما يحبوا الحديث في السياسة و يمزجوا بينها وبين واقع حياتهم المرير...قررت أن العب دور المثقف و أحدثه بلغة ما أقرأ...الناس دائما ما تنبهر بمن يتشدق بأغرب الألفاظ أمامهم....تحدث عن اللاوعي المتناهي المنبثق من الوجدان الجمعي و علاقته بارتفاع الأسعار و ستجدهم يصفقون لك ويمتدحوا عبقريتك...هكذا تجدني أتحدث مع العجوز في سياسة الحكم الحالي و أدمج حديثي ببعض قراءاتي....لكن هيهات....قد أبهرني الرجل فأسكت لساني....تفكير عقلاني و وعي منظم و آراء منطقية لم أرها في عتاة المثقفين ممن عرفت....هذا الرجل لا يؤمن بثقافة الكتب إنما بثقافة الحياة...تجاربك هي معلمك الأفضل فمنها و تعلم...هذا كان رأيه والذي عليه و أسير إلى الآن....كان حزينا ولكنه لم يفصح عن سبب حزنه...لكن من وراء حزنه كان يملك ابتسامة ودودة تشعر معها بالأمان...رغم قصر المدة التي جالسته فيها إلا انني أحببته حقا....حييته و تركته و واصلت جولتي...رأيت مجموعة من الشباب يمزحون و يتضاحكون بينهم شابا يحمل جيتارا يعزف عليه و يغني...عزفه ممتاز و صوته لا بأس به أبدا....هو واحد من أصحاب تلك المواهب التي ضل الحظ طريقه إليها فلم تستثمر وستندثر يوما....على الرغم من ضحكهم و غنائهم لكن الحزن كان مخيما على جلستهم جليا في عيونهم....واصلت تسكعي فرأيت فتاة ماجنة صاخبة....منظرها يدل على مهنتها دون إفصاح...نظرت في عينيها و نظرت في عيني...عيناها حزينة فعلا...شعرت بعينيها الجميلتين تقول:"لا تظن إنني سعيدة بذلك...لكنها الحاجة...نعم أعلم أنه لا شئ يبرر أبدا أن أغضب ربي و أن أفرط في أغلى شئ يملكه المرء و هو شرفه...لكن صدقني...أنت لا تعلم ما يقع على كاهلي من أعباء....أعباء أم أرملة مريضة وأخوة صغار جياع...انها الحاجة المجنونة التي تدفعك إلى تحطيم قيود المجتمع و تخطي حواجز التقاليد و هدم أسوار العفة...صدقني إنها الحاجة"....شعرت بدمعة حقيقية تترقرق في عينيها...لكنها لم تلبث أن ركبت في سيارة فارهة مع شاب وانطلقا إلى حيث أجهل....استكملت مسيرتي فشاهدت متسولة عجوز....أشفقت عليها و ساعدتها بما من الله عليها به...رغم طعنها في السن إلا أن عينيها كانت كعيون الأطفال...تلك العيون التي تحمل الحزن و الفرح في آن واحد....لا يمكن أن ترى هذا التعبير إلا في عين طفل...وفي ذهني دارت عجلة الأفكار...إمرأة عجوز دفعتها الحاجة إلى التسول, وفتاة شابة دفعتها الحاجة إلى الانحطاط....في قرارة نفسي لا أسامح أيا منهما...لكن ما الذي يصل بالفرد إلى مثل هذه الحالة؟لماذا يصل الفقر إلى أبشع صورة ممكنة بهذا القدر؟سؤال لا أملك إجابته...هكذا واصلت طريقي...رأيت شابا و فتاة يجلسان سويا و يتهامسان....واضح إنهما حبيبان...تلك النظرة الحالمة للغد و البسمة التي تشع املا تؤكد إنهما عاشقان....من المفترض أن أسعد لمرآهم لكني على العكس أصابني الهم....لا أعلم ما الذي طرأ علي؟...صرت ذو نظرة تشاؤميه بشكل غريب....لم أعد استمتع بشئ.... إذا ذهبت في رحلة تجدني حزينا لأنها يوما ستنتهي....إذا أكلت طعاما أحزن لأنه قريبا سينفذ....لم أعد استمتع باللحظة التي أعيشها....صرت اتوقع الأسوأ....الحب ينتهي بالفراق و النسيان...السعادة آخرها الحزن....والحياة نهايتها الموت....أكد لي أفكاري مشهد فتاة جميلة تجلس وحيدة تبكي و تكتب شيئا ما....عساها فارقت من تحب أو أي شئ آخر...المهم أنها حزينة....الحزن....الحزن هو السمة الغالبة في كل من تراهم على كورنيش الاسكندرية شتاءا....تركت كل ما رأيت ووقفت أتأمل البحر من بعيد....لا أعلم لماذا يعشق الناس البحر؟!!...البحر لا يذكرك سوى بآلامك و احزانك و جروحك و فراقك...مع اصوات صفير هواءه المندفع تشعر بصرخات روحك تدوي....مع ضربات أمواجه المتلاحقة لصخوره تشعر بطعنات قلبك تدمي...البحر بالنسبة للبشر ليس سوى مرآة لأسوأ ما مر بهم في حياتهم من جروح و أحزان....لا أحب البحر لكني أعشق الكورنيش....على الكورنيش ليلا تجد مجموعات و عناصر مختلفة من البشر لا يجمع بينهم سوى أحزان الأمس و مخاوف الغد...بالنسبة لي لا وجود لشئ اسمه الحاضر....الحاضر هو اللحظة التي نعيشها الآن فقط...اللحظة المنصرمة هي من الماضي و اللحظة القادمة هي المستقبل...
كورنيش الاسكندرية ليلا....حيث يجتمع الفرح و الحزن...حيث يلتقي الحب والجرح....حيث يتقابل النجاح و الفشل...حيث تصطدم الأحلام و الآمال بمخاوف الغد...
كورنيش الاسكندرية ليلا....حيث يعبر المرء عن أفراحه و حيث يشكو احزانه....
كورنيش الاسكندرية ليلا....حيث يتذكر المرء من يحب و يخفق قلبه بحبه وتدمي روحه من جرحه....
كورنيش الاسكندرية ليلا....حيث اعشق أن أسير وحيدا....
*********************
أرجو أن تنال أعجابكم.... و أعدكم بعودة قريبة إن شاء الله باالجديد من الموضوعات
احبكم في الله.....

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

وداعا يا إكليل الزهور

كما وعدت من قبل ها أنا اليوم أعيد نشر إحدى الموضوعات التي اعتقد انها جيده و لكنها لم تجد حظا و لم تأخذ حقها من القراءة... اتمنى أن تنال إعجابكم و لكم كل الشكر و التقدير..
نشرت هذه الخاطرة في..02/05/2008
أترككم مع الحدوته..
***********
لا أعلم لماذا أجد نفسي اليوم وحيدا؟...الكل انفض من حولي...أهلي, جيراني, أصدقائي, أحبائي...الكل غادرني و رحل عني... تركوني أقاسي الحياة وحدي...ياله من إحساس مؤلم...لكني لم أحزن..لم أجزع...فهي لم تتركني...هي فقط من تمسكت بي رغم فراقنا و خصامنا...وجدتها على باب منزلي...وجدتها على عتبة داري...ممسكة بباقة من الزهور-أم هل أقول إكليلا؟-طبعا لم أدعها للدخول فأنا أعيش وحدي...رأيتها تبكي بحرقة...اغرورقت عيناها بالبكاء...وانهمر الدمع على وجنتيها كالمطر... وجدتها تتوسل إلي أن أعود إليها...ترجوني ألا أرحل عنها و أتركها... أقسمت بأنها تحبني و وعدتني ألا تضايقني أبدا...تمزق نياط قلبي لحديثها و دموعها...رق قلبي...لكن كبريائي منعني من الحديث والبوح بحقيقة ما يدور بداخلي...هكذا تجدني أشيح بوجهي عنها في صمت... شعرت بغضبي فوضعت إكليل الزهور على عتبة الدار و غادرت دامعة العين كسيرة القلب...
********
على مدى عام كامل كانت حبيبتي تأتيني كل يوم...تحمل كعادتها إكليل الزهور و تضعه على عتبة داري...تبكي و تتوسل...تدمع و تطلب مني السماح...صراحة رق قلبي...فتر غضبي...لكني لم اعترف بذلك...صارت كل يوم تأتي و تحدثني و تسليني...تحكي لي عن حياتها و عن صديقاتها...هذه أحبها و هذه أكرهها...تحدثني عن مضايقات جارها الذي يهواها وهي لا تتقبله...تمازحني و نضحك سويا...تأتيني يوما ضاحكة تحكي عن إنجازاتها...و تأتيني يوما باكية تحكي عن إنكساراتها...تأتيني كل يوم على مدار العام تسلي وحدتي و تمنحني الأزهار...في قرارة نفسي عقدت العزم على العودة إليها و استرجاع الحب بيننا...في انتظار الفرصة السانحة...
********
ماذا حدث لحبيبتي؟!...قد قلت زياراتها تدريجيا...أصبحت تأتيني مرة كل أسبوع...بل أسوأ....صارت مرة كل شهر...تأتيني جامدة الوجه...تحدثني حديثا سريعا مقتضبا و تمشي مسرعة...لكنها لم تنسى عادتها...كانت تضع إكليل الزهور على عتبة الدار و ترحل...غضبت...كدت أعدل عن قراري الذي اتخذته سرا...لكني تراجعت...أنا لا أعلم ظروفها...ترى من يعلم؟!!...
********
انقطعت حبيبتي عن زيارتي عاما كاملا...كاد أن يصيبني الجنون...صرت أقضى معظم وقتي في قضم أظفاري...كبريائي منعني من الاتصال بها... ترفعي منعني من السؤال عنها...كنت أفكر هل ملت وضاقت ذرعا بتكبري و ترفعي عليها وتمنعي عنها...لكن لا...قد بلغ مني الغضب مبلغه...كان كل يوم يمضي دون أن تأتي يفعل بي فعل الأخشاب في النار المتأججة... نويت أن ألومها أشد اللوم حين مجيئها...نويت قطع كل صلة لي بها حينما تأتي...لكن هل تأتي؟!!...
********
اليوم جاءت حبيبتي...كانت في أجمل صورة...مجرد مرآها أنساني كل إحساس بالغضب...أنساني كل كلام اللوم و العتاب...كان شوقي باديا علي...كدت أن أخذها بين أحضاني لكن الحياء منعني...لكن لحظة...من هذا الطفل الصغير الذي يغفو على كتفها...سمعت صوتا ذكوريا يأتي من غير بعيد يقول في نفاذ صبر:"ألم يحن الوقت بعد؟"...ردت عليه حبيبتي في سرعة:"حالا يا حبيبي...إنها آخر زيارة كما تعلم"...ثم نظرت إلي باسمة وقالت:"قد مرت السنون يا عزيزي...وعلى المرء أن يعيش حياته و يجدد مستقبله...قد وهبنا الله نعمة النسيان...أرجوك لا تغضب مني... أرجوك سامحني"....ثم وضعت إكليل الزهورعلى عتبة الدار و رحلت مسرعة...حاولت أن استوقفها و اعترف لها بحبي و بندمي على تركها تلك المدة تقاسي...لكن الكلام احتبس في حلقي...تجمد الدمع في محاجري...حاولت أن أجري و ألحق بها لكن لحظة...ما هذه الدار الضيقة التي أعيش بها؟...ما هذه الجدران و كل هذا الظلام المحيطين بي؟...ما هذا الحجر تحت رأسي؟...ما هذا الباب عند قدمي؟...ثم لماذا ارتدي هذا الثوب الأبيض الذي لا أكمام له؟...ما كل هذا التراب الذي يحيطني و يغطيني؟....هنا أدركت الحقيقة...ومع صوت خطوات حبيبتي المبتعدة...علمت أنها آخر زيارة منها...آخر مرة أراها فيها...علمت أنها آخر ضحكة و آخر بسمة و آخر دمعة و آخر لقاء...علمت أنه آخر إكليل زهور اتلقاه منها...وعلمت أيضا الحقيقة القاسية التي أخشاها...علمت الآن علم اليقين و تأكدت...هنا فقط تأكدت...إنني اليوم حقا قد مت...
و علمت حق العلم...أنه آخر إكليل زهور...فوداعا يا إكليل الزهور....

الاثنين، 10 نوفمبر 2008

نور أحمد جمال

خروج أخير عن النص:-
نور أحمد جمال....اسم يضاف إلى الالاف بل الملايين من الاسماء المتواجدة على لائحة الاهمال الطبي الجسيم.... نور حاله انا شفتها من يومين في مستشفى الاطفال اللي بدرس فيها الايام دي... نور - اللي منعرفش ماركته ايه ولد ولا بنت يعني اصل الدكتور مقالناش- عنده دلوقتي ييجي اسبوع عشر تيام كده...لسه ميعرفش من الدنيا حاجه غير الحضانة اللي محافظة على حياته لسه...نور بيعاني او بتعاني من حالة اختناق و ضيق تنفس بنسميها احنا ((asphyxia)) .... مش دي المشكله الحكايه دي تتعالج...بس المشكلة الاكبر في الدكتور اللي خرج نور للدنيا...كل الدكاتره اللي تابعوا ام نور قرروا انها تولد بعملية قيصرية....بس طبعا لان الدكتور ده عبقري و برنس كبير قرر انها تولد طبيعي و انه مفيش ضرر لا عالأم ولا عالواد....فكانت النتيجة ان راس نور اتحشرت و هي خارجه و حصلت الطامة الكبرى و هي ان نور جاله او جالها ((brain damage))....مخه باظ يعني.... طبعا الدكاتره عندنا مستنيين لما نور يخرج مالحضانة عشان يفحصه ردود افعاله ((reflexes)) بتاعة البصر و السمع وكل الحاجات دي...بس اللي اكيد انه حصل ان الطفل ده بقى طفل معاق ذهنيا....طبعا دي ارادة ربنا سبحانه و تعالى ولا راد لقضائه بس الاهمال وصل لدرجه كبيرة اوي يا جماعه..وصل لدرجة انه بقى بيتحكم في مصير مش نور لوحده..لأ ده عيلته كلها اللي هتعاني معاه بجد.... روحوا شوفوا نور وهو في الحضانه..و اسمعوا صوت عياطه لما باب الحضانه بيتفتح عليه و انتو تكتبوا اكتر من كده...الدعاء لنور بالشفاء والرحمه و لاهله بالصبر و للطبيب بالمغفرة....
***********
rapid spots :-
** بفكر جديا إني أعيد نشر بعض الموضوعات اللي نشرت قديما في مدونتي دي قبل ما تتعرف نسبيا لان بجد في موضوعات منها اعتقد انها كويسه و تستحق القراية..وده لاني قد اقلل شويه من انتاجي الكتابي نظرا للمشغوليات و لعدم سستمة اليوم بتاعي...
** ناس فهمتني غلط لما قلت في احدى اجاباتي على التاج اني مريت بعلاقة ارتباط فاشله باني بوصف الشخصيه نفسها بالفاشلة...المقصود بالتجربه الفاشله انها منجحتش و كنت اقصد بذلك تقييم النتيجة اللي آلت إليها العلاقة مش العلاقة ككل ولا الشخصية نفسها و لو كنت غلط فأنا بعتذر...
** تهنئة متأخرة جدا بس واجبة للأخ الصديق الجميل صالح مرسي على خطوبته و ربنا يوفقه فيها يا رب و ده واحد من اللي بحس معاهم بالسعادة بس نسيت اكتبه تحت فقلت لازم اديله حقه خاصة انه بيتابع المدونه يعني فعيب اوي كده...مبروك يا وله...
** ان شاء الله كي لا اخرج عن النص هنا مره تانيه فانا ان شاء الله هعمل مدونه جديده اسمها مرايه -لو لقيت الاسم متاح يعني- ليها شكل في دماغي اللي هي تبقى عامه او((generalized)) يعني هقدر اعبر بيها عن افكاري او ارائي بشكل احسن و بصورة أكثر تحررا...
شكرا ليكم و لمتابعتكم الرائعة ليا و لمدونتي يا اخواني في الله....احبكم في الله

الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

تاج الجزيرة...السلطانية

في خروج اول عن النص و عن السياق اللي حددته لمدونتي او لجوز المدونات بتوعي...هكتب لأول مرة في حاجه غير اللي بكتب فيها...يعني لأول مرة هكتب كلام ماهواش متفذلك أو مالاخر مش هكتب أدب...قال يعني كنت بكتب أدب...المهم....وصلني التاج ده من الأخ المدون العزيزmohamed ghalia...بغض النظر أن الراجل أهدى التاج لكل مدوني الكون بس بجد يشكر أنه افتكرني...لأني انا راجل بيكتب في الظل فكونه مدون جميل زي محمد يفتكرني فده شئ يشرفني...معالي الباشا كاتب موضوع جميل في مدونته عن السعادة و عامل الكام سؤال دول و هما فعلا حاجه في منتهى الوعي....متشكرين يا جميل عالتاج و هجاوب عليه اهو....
اختبار مادة:- السعادة بتاع محمد غاليا...
زمن الاختبار:- مفتوح لحد ما اخلص...
السؤال الأول:- :ماهى السعادة من وجهة نظرك؟
ج:- السعادة عندي هي الرضا...أنك ترضى عن نفسك و ترضى عن اللي حواليك...ترضى عن علاقتك بربنا و عن علاقتك بالناس....و الرضا المقصود الرضا المتبادل بيني وبين ربنا امتثالا لقول الله تعالى "رضي الله عنهم و رضوا عنه ذلك لمن خشي ربه" صدق الله العظيم...
السؤال الثانى: كيف تصل إلى السعادة؟
ج:-الوصول إلى السعادة سهل...أي حاجه متجبلكش حزن هتسعدك ده شئ واضح...بس سعادة دنيوية زائفة...ممكن تكون سعادتي مثلا في رحلة مع صحابي اللي بحبهم...هكون سعيد جدا في الاول بس في الاخر بكتشف أن مش دي السعادة الحقيقية....ممكن تكون السعادة في الحب...أنك ترتبط بحد تحبه و يحبك ممكن تبقى سعيد ساعتها....ممكن تكون السعادة في النجاح...تفرح جدا بنجاحك بس مع أول إخفاق بتتحول السعادة البسيطة دي لحزن عميق....السعادة ليها طرق كتير ممكن نوصلها بسهولة بس إزاي نحافظ عليها بئه....هو ده السؤال...و انا مخزن الاجابه لبعد كده....
السؤال الثالث: هل السعادة وهم أم أنها حلم صعب؟
ج:-لا...أعتقد أنها لا هذا ولا ذاك....السعادة ليست وهما...ممكن نكون احنا اللي بنحب الحزن....في لذة معروفة جدا هي لذة الشعور بالحزن و الاكتئاب....تذكر كام مرة قفلنا على نفسنا أوضتنا و ضلمنا الدنيا و قعدنا نسترجع حاجات كسرتنا و دايقتنا و ننهار و نعيط و نحس أنها نهاية العالم...كان ممكن بسهولة جدا بدل ما نقفل على نفسنا نعمل حاجة تسعدنا....نصلي ركعتين....نقرا جزء قرآن....نخرج مع حد بنحبه و نعمل حاجه بنحبها...ألف طريقة نخرج بيها من حزننا و نحقق جزء من السعادة و الرضا...هي مش حلم صعب بس احنا اللي غاويين هم...

السؤال الرابع: هل السعادة طريق للنجاح ؟وضح؟
ج:-ههههههههه...عجبتني أوي وضح دي...آه طبعا السعادة طريق للنجاح...لأنها لو سبب هتبقى عامل مساعد و لو نتيجة هتبقى حافز...بمعنى...لو سبب...اقصد أنك سعيد في شغلك و بتحب اللي بتعمله ده و راضي عنه...هتحقق أفضل نتيجه ممكنة و هتنجح بإذن الله... ولو نتيحة...و اقصد أنك عملك ده هيكون نتيجته السعادة...هتشتغل بأقصى طاقة ممكنة و هتحقق النجاح لأنك هتحقق معاه السعادة...تخيل والدك بيقولك لو جبت المجموع الفلاني هجيبلك العربية اللي انت عايزها....هتذاكر بكل قوتك عشان تجيب المجموع اللي هيفيدك انت مش هيفيد والدك في حاجة و كمان هتحقق سعادتك...و بالطبع لله المثل الأعلى....احنا في دنيا الاختبار نسعى جاهدين لتحقيق أفضل طريقة ممكنة للتقرب إلى الله عز وجل لنال رضاه و نتمنتع بفضله و نحصل على جائزته و جنته و هي السعادة الكبرى....
السؤال الخامس: ماهى أكثر اللحظات التى شعرت فيها بالسعادة؟
ج:- طبعا اللحظات اللي بعيشها مع ربنا...بس مش هكلم ف النقطه دي دلوقتي طالما السؤال جاي....بس في لحظات كتير حسيت فيها فعلا بالسعادة....بس أهم ماللحظات الناس اللي بشعر معاهم بالسعادة...هذكر اسماء سريعا كده إيفاء لحقوقهم.... مثلا صديقي الحبيب راجي...بعيش معاه لحظات حلوه و مهما عشت مش هنسى الايام اللي قضيناها سوا في دهب و كمان محمود و شريف....كمان صديقي الصدوق و صديق العمر أحمد شاكر...بحس فعلا بالسعادة و انا معاه....و لوما و علاء و بهاء و رامي و اكس بي و زوووم و كمان معاهم الصديقة الغالية أوي عليا وهي طبعا نسمة "فرجينيا على حق ربنا" و اللي بيننا علاقة في منتهى الروعة و منتهى السعادة لما بنبقى مع بعض...و يا رب يوفقها بجد في خطوبتها و تكلل بالنجاح....كل الناس دي بحبهم و بحس معاهم بالسعادة و كان لازم اقول اساميهم عشان مبحسش السعادة مع غيرهم....في كمان لحظات عشتها من فترة افتكرت فيها أني في منتهى السعادة و طاير مالفرحة ووصلت للسما و كنت شخص تاني...لكن ما طار طير و ارتفع إلا وكما طار وقع.... مالاخر كانت علاقة ارتباط فاشلة كدا و ربنا تاب علينا منها...مستاهلش الذكر أصلا....
السؤال السادس:هل ممكن أن تحقق كل شىء؟
ج:- ممممم....ما افتكرش....بحس أحيانا أن الدنيا ساندوتش هبورجر كبير...لو كلته مالناحية دي هيبظ المايونيز و الكاتشب مالناحية التانية.... ممكن تحقق نجاح كبير في شغلك و في دينك و في صحتك بس تكون علاقاتك الانسانية مش تمام...كده في مجالات كتير من غير ما اسوق امثلة...
السؤال السابع: السعادة تجعلك تقبل على الحياة أم لا؟
ج:- أكيد...بتخليك تشوف الدنيا بشكل أفضل.... و تخليك تحس أن الناس أحسن و مش وحشين للدرجة الشنيعة اللي كنت متخيلها...بتعيش يوتوبيا اللي مش موجودة عالأرض...
السؤال الثامن: هل أحسست يوما انك وصلت لقمة السعادة؟
ج:- أنا حاليا في قمة السعادة....ليه..هقول بعد شوية...افتكرت إني وصلت لقمة السعادة لما كنت مرتبط بس اكتشفت أنه كان كلام فارغ و بالونه قعدت انفخ فيها لحد ما طقت و اللي باقي منها بترميه و متحبش تبصله لحد ما تنساه خالص...
السؤال التاسع: لماذا تمر أوقات السعادة بسرعة؟
ج:-عشان مبتبقاش سعادة حقيقية...بتبقى نوع من المسكنات اللي بناخدها عشان نتجنب الحزن بس أو نداوي انكسارتنا و جروحنا....لكن السعادة الحقيقية المقترنة بالأبدية و متعديش بسرعة أبدا و تبقى راسخة مع الفرد هي المقترنه بالتدخل الجراحي العاجل لكل المساوئ و العيوب اللي جوه نفسنا و اللي بتمنع وصولنا للسعادة الصح...استأصل العيوب النفسية دي و حسن علاقتك بربنا...كله هيبقى تمام...
السؤال العاشر: هل ترى السعادة فى التدين؟
ج:-عن نفسي أنا شايف كده....انا قلت أني وصلت لقمة السعادة حاليا...و مش هقول لأني تدينت و لا زي ما صحابي بيقولولي يا شيخ رامي....أنا لا تدينت ولا استشيخت أنا بس بحاول أقرب من ربنا...بشوف طريق سالك و سهل اوصل بيه لحبه سبحانه و تعالى...التدين مش إني بس التزم التزام شديد يصل لحد التزمت...التدين أو القرب من ربنا إني أحبه من قلبي و أحس بيه في كل دنيتي...حب ربنا تقرب منه و يحبك...ولما يحبك كل الخلق دي هتحبك... ساعتها هتلاقي السعادة الحقيقية و اللي هتدوم معاك طول ما أنت مع ربنا...دي هي قمة السعادة بالنسبة لي....
السؤال الحادى عشر: هل أنت متفاؤل وعندك أمل؟ وضح؟
ج:- يا عم كفاية كده بئه..هاه هاه هاه...بنهج أهو.... نعم...نعم...أناااا متفاءل و عندي أمل...و لكن مثلي لا يذاع له سرا....يعني بحس أن بكره أن شاء الله أحسن...مش لأن النهارده وحش...بس مفيش مانع ان بكره يجيي بآمال و طموحات أفضل ليا و للحواليا....أيه المانع أني النهارده لو سمعت خبر حلو بكره اسمع خبرين حلوين...هو ده التفاؤل في نظري...إجابة على أدها شويه....
السؤال الثانى عشر: إذا شعرت بالحزن ماذا تفعل؟
ج:- تقريبا جاوبت عالسؤال ده في سياق الكلام...بس بعمل حاجات معينه دايما...يعني بدعي ربنا يفك كربي...و انزل اصلي العشا في الجامع"دي أساسا حاجه بتحصل كل يوم يعني ولله الحمد" وبعدين اخرج مع حد بحبه – من الناس اللي حكيت عنهم فوق دول- بعدين اروح و انا مروق شويه...اقيم ركعتين في جوف الليل و اقرا جزء قرآن" برده دي حاجات بتحصل كل يوم ولله الحمد..ده العادي يعني"...بحس بعد كده أني صفيت تماما من جوه و مبسوط...اروح طالب اكل مالزعيم اللي جنبنا و اكل و انام...
السؤال الثالث عشر: هل يستمر معك الحزن فترة ام ينقضى فى الحال؟
ج:-لما بعمل الحاجات دي بينقضي في الحال ولله الحمد...طول ما انت مع ربنا مفيش حزن والله....انا كل حاجه وحشه حصلتلي سنة2008 دي و اديني هو والحمدلله في قمة السعادة و الانتشاء...
السؤال الرابع عشر: ما رأيك فى الأفراد المتشائمين؟
ج:-بحترمهم.... وبحترم تشاؤمهم....ليه....لأن التشاؤم ده نوع خاص جدا من التفاؤل....يكون نفسه يجيب امتياز مثلا....فيقعد يقول أنا هسقط...لو جاب جيد جدا بيبقى في منتهى السعادة لأنه مسقطش...بلاش دي....بيتفرج على ماتش للزمالك و يقول الزمالك هيخسر خمسه...يوم ما يخسر اتنين بس بينبسط...طبعا الاهلويه مبيقولوش كده لان الاهلي اساسا مبيخسرش و الاهلي فوق الجميع....
أنا خلصت يا أبله...حاجه زي الفل ....و بارك الله فيما رزق
انا خلصت اهو يا محمد باشا عسى أكون قد احسنت....و متشكرين جدا يا برنس عالتاج الجميل اللي كله فكر ده و لو كان عندي تاج قبل كده كنت اهديتهولك بس دي اول مره يجيلي تاج يا برنس فألف شكر ليك و الله و نردهالك في الفرح يا معلم
********
ملحوظة:- قررت أنى أكمل على نفس الإطار الرومانسي ده و على المتضرر –اللي هو انا و راجي- خبط راسه في الحيط....
شكرا يا خوانا و سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام....

الجمعة، 24 أكتوبر 2008

تحت قطرات المطر



كنا نمشي سويا.... متشابكي الأيدي.... نحلم بالغد....تسبقنا أحلامنا إلى المستقبل.... يتوجه فكرنا نحو غد أجمل....نحلم بيوم يتوج فيه حبنا.... نحلم بيوم تتحقق فيه أحلامنا.... نحلم بيوم يخلد فيه حبنا.... نسير سويا..... أترانا نسير نحو الغد.... أترانا نقترب من الحلم.... نمشي ونتحدث.... تضحك على دعاباتي.... و أضحك لضحكها.... انظر لوجهها.... يأخذني جمالها الأخاذ و نورها الوهاج.... أداري عيني فكيف لبشر أن يتحمل النظر إلى الشمس المبهرة!!!!.....كانت السماء ملبدة بالغيوم.... كانت الطبيعة منذرة بالويل.... لكن ضياء وجهها يكفيني.... اسمعها تتمنى المطر فكم تحب أن تمشي تحته....دعوت الله ان تمطر و اشتقت إلى قطرات السماء.... السماء تزداد غيوما و يقترب الأمل من التحقق.... ثم استجابت السماء لأمانينا.... و أخذ الندى في التساقط على استحياء....انظر لقطرات الندى على وجهها فيهولني ما أرى....قد ازداد حسنها حسنا و ازداد وجهها ضياء..... كم هي رائعة تحت الأمطار و كم أنت عبقري أيها المطر.... هلم يا سيل الندى....اهبط بما لديك من قوة...هلم ازدد غزارة و اغسل حبيبتي من هموم الماضي و انفض عنها غبار الحزن و اكشف لي عن أي جوهرة تلك التي أحبها.... هلم يا من أخرجت الخبأ من الأرض أخرج حبيبتي من أحزانها و داوي لها جروحها.... تقترب مني وتتعانق الأيدي أكثر فأكثر.... تستحلفني بحق كل قطرة ندى ألا نفترق أبدا.... المطر يزداد غزارة..... ارفع معطفي.... اقربها من و اضمها إلى و احمي رأسها من الندى....احمي شعرها الذهبي من انهمار السيل.... اضمها أقرب و أقرب ... أحاول أن امنحها الدفء و اعتذر عن عجزي عن اعطائها منه نذرا ولو يسيرا..... تبتسم في وجهي و تخبرني أن دفء مشاعري يكفيها.... تبث في أعماقي الثقة.... و انشر في نفسها الأمان....نحلم و نحلم....نستيقظ من أحلامنا على أضواء البرق الباهر.... نستفيق من أمانينا على هزيم الرعد المنذر.... نتسائل في أعماقنا.... أترى الطبيعة غضبى على حبنا!!!..... ألا تشاء الأقدار أن يكتمل الحلم!!!.... أهو نذير القدر الغاضب غضبة لا تذر على حب لا يرجى منه التتويج و حلم لا يشاء له الاكتمال..... نمشي وسط الطبيعة الغضبى.... نمر تحت السماء الهائجة..... نسير تحت الأمطار المنهمرة.... نمشي حتى نصل إلى نقطة فراقنا.... بصعوبة تتحرر أصابعنا.... كخروج الروح يتباعد كفانا.... انظر إلى وجهها و تنظر إلى وجهي.... أرى الحزن جليا في عينيها و أعلم يقينا أنه انعكاس حزني.... انظر إلى وجهها و أتساءل....ما تلك المياه السائلة على وجنتيها؟..... أتراها دموع الفراق أم أنها فقط قطرات المطر؟!!!......
********************
ملاحيظ سريعة:- اللون الأحمر لا دلالة له في الموضوع و ما هو إلا منظر بناء على طلب ناس عزيزة عليا من زمان.... اشكر الله عز وجل على كل ما تفضل علي به من نعمة التي لا تعد ولا تحصى.... الجو العجيب اليوم هو ما اوحاني لكتابة ما كنت سأتوقف عن الكتابة عنه بالفعل....عشت تجربة جميلة اليوم تحت هذه الأجواء بصحبة شخص يحبه قلبي و هو علاء ابن خالتي.... و عودتنا لديارنا مبتلين كالأسماك و إصابة أحمد بالتهاب رئوي و إصابتي بالانفلونزا لا تمحو أبدا اثار الضحك و المتعة في تلك التجربة الرائعة ومن قلبي اوجه لأحمد رسالة شكر وباقة حب لشخص شاركني الكثير بالفعل....
وبما أني أكتب لكم ولكم فقط.... فأرجو لمن يقرأ أن يشورني في ما أرغب فيه بشدة ألا وهو تغيير هذا الإطار الرومانسي للمدونة و الكتابة عن أي مجال آخر بما يمن المولى عز وجل علينا به...لإني اعتقد أن الكتابة الرومانسية لا تناسب وضعي الحالي وعلاقتي بربي تبارك وتعالى....منكم من سيقول يا عم ما تغيرها ولا تولع انت حر هتوجع دماغنا ليه...ومنكم سيقول بلاش احنا بنحب ده....والله يا خوانا لو قلتوا استمر هستمر ولو قلتوا غير هغير...كل ما اكتبه لكم ولا اكتب شئ لنفسي.... وتقبل الله منا و منكم صالح الأعمال.... و إشطات يا خوانا و يا حبايبي في الله...

الأحد، 28 سبتمبر 2008

حب أم حرب؟!!



هو:- أتدري يا حبيبتي كم أحبك؟!!
هي (تدلل):- لا ...لا أدري
هو:-أحبك حبا يستحق مكانه بين أساطير العاشقين.
هي ( بحيرة):- لا أفهمك..ماذا تعني
هو:- أحبك حب قيسا لليلى... حب عنتر لعبلة...حب روميو لجولييت... احبك أكثر من أي قصة حب تعرفينها.
هي ( بقلق):- أخشى أن تحبني حب عطيل لديدمونة...فتعذبك الغيرة و يحطمك الشك و يعييك الفكر.
هو (بحكمة):- أوليست الغيرة دليلا على الحب؟!!.
هي (بتعقل):- قد تكون الغيرة دليلا على الحب لكنها في ذات الوقت دافعا للشك.
هو:- لكن عطيلا أحب ديدمونة.
هي (بخوف) :- لكن عطيلا قتل ديدمونة.
هو (بحنان) :- أموت قبل أن أمس شعرة من رأسك بسوء.
هي (باقتضاب) :- شكرا لك
هو ( محاولا تغيير الموضوع) :- لم لا تبوحين لي بمكنونات نفسك
هي (بضجر) :- ليس لي خبايا
هو :- بل أن كلك ألغاز ولا تظهر لي أسرارك
هي:- ماذا تريد أن تعرف؟!!
هو (بحماس) :- أريد أن أعرف مشاعرك نحوي...أريد أن أغوص في أعماقك...أريد أن أسبر أغوار نفسك فأعرف حقيقة حبك لي.
هي ( بضيق):- مشاعري ملك لي وحدي وليس لأحد الحق في الاطلاع عليها.
هو (بغضب) :- لكني لست أحدا... أنا حبيبك و أنت حبيبتي.
هي (بتكبر):- قد أكون أنا حبيبتك... لكن كيف لك أن تقول إنك حبيبي.
هو ( بذهول):- إذن الحب لم يولد في قلبك بعد!!!
هي (بدلال):-من قال ذلك؟!!
هو :- أنت...
هي:-قد لا أبوح لك بمكنوناتي لكن لا يجب أن تفترض الأسوأ..
هو (بحيرة):- لا أفهمك...قد أتعبت قلبي و أعييت عقلي من الفكر..
هي:- أنت لا تعرف ما ينتظرك في الغد ولا تستطع أن تعلم الغيب لكنك مع ذلك تحلم و تأمل ولا تفترض السوء...فلم لا تكن كذلك معي...لم تحاول أن تجهد نفسك بمعرفة ما يدور بداخلي....لم لا تريح قلبك و تفترض الأفضل...
هو :- لكنك لست الغد و قلبك ليس من الغيبيات.
هي:- لكنه كذلك بالنسبة لي و لن أسمح لأحد بدخول أعماقي.
هو:- لو ملء حبي قلبك لاعترفتي به وبحتي بخواطرك.
هي (بحب):- بل لأنه ملء قلبي فأسررته....أريد أن أرى الشوق دائما بعينيك.
هو (بفرحة):- أتعني أنك....؟!
هي (تصاب بحمرة الخجل):- نعم....أحبك و لا أحب سواك.
هو (لائما معاتبا):- ولم العذاب .... أهو حبا أم حربا؟!!
هي:- بل حربا طرفيها عاشقين و عتادها الحب و الأشواق....

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

غروب



أتدري ما هو الغروب؟!
حينما تغوص الشمس في أعماق البحار فتغتسل من هموم نهار و تمحو أحزان يوم ولى....
أتدري ما هو الغروب؟!
حينما تتلون السماء بالشفق... و يصطبغ الأفق باللون الأحمر الدامي في أنحاء شتى....
أتدري ما هو الغروب؟!
حينما يخبو بريق السعادة في أعماق روحك... و تخرج همومك من مكمنها و تظهر لك أحزانك و تتجلى....
أتدري ما هو الغروب؟!
حينما يضطرب قلبك....حينما تهتز روحك....حينما ينهار أملك.... حينما تبكي عيناك و تذرف الدمعَ....
أتدري ما هو الغروب؟!
حينما تخرج النجوم من مخبئها.... و تغادر الأقمار مكمنها.... عندها يشتعل القلب شوقا....
أتدري ما هو الغروب؟!
حينما تتحطم الأحلام.... حينما تنهار الأماني....حينما يعذبك الحب و تعاود قلبك الذكرى....
أتدري ما هو الغروب؟!
حينما يعاودك الأسى....حينما يعيك اليأس...حينما تهاجمك اللوعة.... ويكون لك من الحزن مأوى....
أتدري ما هو الغروب؟!
أنا لا أدري ما هو.....

الثلاثاء، 19 أغسطس 2008

كيوبيد...يرحل


وحيدا حائرا جلس يفكر في شرود... ترى ماذا أصابه؟!!.... أتراها الشيخوخة...أم هي الحالة النفسية السيئة التي يمر بها؟!!... أم هي ضغوط الحياة التي تواجه بني البشر؟!!... هكذا أخذ كيوبيد يفكر في شرود....على مدى ملايين السنوات أخذ يعمل و يعمل...منذ أن أصاب قلب بلوتو بإيعاز من فينوس إلى الآن...لكم من قلبين وحد بينهما...كم من روحين آلف بينهما....لكنه الآن يشعر بالعجز.... الكل يهاجمه... الكل يدعوه للاستقالة... لقد شح بصره فلم يعد دقيقا في إصابة القلوب... إما أن يصيب قلبا وحيدا فيعيش صاحبه معذبا جريحا...أو لا يصيب شيئا على الإطلاق....لم تعد سهامه تعمل كما ينبغي....لكم من قلوب ماتت بسببه...فتى أصاب قلبه وحده فهام حبا بفتاة لا تبادله أية مشاعر....فتاة أصاب قلبها فعشقت شابا لا يأبه لها... غضب البشر عليه...صار موضع سخط جميعهم....لكن الأسوأ أنه قد صار موضع سخرية سادة الأوليمب... و الأسوأ ان غضبة سيد سادة الأوليمب عاتية لا تذر....حائرا أخذ يفكر.... أيكمل المسيرة عسى أن يعود لسابق عهده...أم يعتذل و يعلن التنحي عن تلك المهمة الشاقة التي لم يعد باستطاعته أن يحقق نفعا بها....هكذا اتخذ كيوبيد قراره بالتنحي.... هكذا قرر كيوبيد أن يرحل و يسلم أمره لسادة الأوليمب....لكنه على الرغم من خوفه من عقاب سادة الأوليمب...فإنه لا يزل يفكر في مصير القلوب الجريحة....ولا يزل يفكر في مصير الحب من بعده..

قد يرحل كيوبيد....لكن أبدا لن يرحل الحب....

الخميس، 7 أغسطس 2008

أوراق الخريف



قد ينتهي الحب يوما لكن أبدا لا تنتهي الذكرى.....
في مثل هذا الوقت من العام يراه الناس قادما من بعيد.... يمشي مشيته المتأنية... بخطى ثابتة واثقة يتوجه إلى غايته المنشودة.... يجلس إلى جوار هذه الشجرة و يبقى زهاء الساعتين ثم يرحل.... لا أحد يعلم سر هذا الرجل....ثلاثون عاما و هو ياتي في مثل هذا الموعد من كل عام.... كل خريف يتوجه إلى هذا المكان .... هذا المكان الذي كان يحتفظ فيه بسره الخاص.... سره الذي أخفاه عن جميع معارفه و أهله و أحبائه... هذا المكان الذي شهد قصة حبه الوحيدة.... هنا كان اللقاء.... هنا كان الحب....هنا أحيا الأمل... هنا تبددت أحزان الماضي.... هنا استنير الحاضر و أشرق المستقبل... هنا بعث غد جديد مبهر.... هنا دق قلبه.... هنا و لأول مرة اعترف بحبه.... على هذا المقعد وتحت هذه الشجرة عرف قلبه النبض...تعلمت روحه كيف يكون الحب؟.... هنا عاش ربيع العمر.... ومثلما يأتي الربيع برحيق أزهاره و بعبير الحب....يأتي الخريف بتساقط أوراقه و إعدام العشق.... كان هذا الوقت من الخريف هو ذكرى فراقه عن محبوبته الأولى و الأخيرة.... يأتي كل عام ليحيي الذكرى.... يجلس على هذا الحجر و يستند إلى جزع الشجرة.... تلك الشجرة التي تساقطت أوراقها..... يستعيد ذكريات آخر لقاء.... يسترجع دموع الفراق.... ويستعيد لحظة الحب التي عصفت بقلبه..... يهمس إلى الحجر و يشكو إلى الشجر.... يخيل له أن الحجر يبكي.... يهيأ له أن أوراق الشجرة تتساقط حزنا على الفراق....يجلس زهاء الساعتين و هي مدة آخر لقاء.... يذرف الدمع الحارق....تصير دموعه دما على ذكرى من روحه لا تولي وعلى حب من قلبه لا يرحل.... وحين ينتهي اللقاء يهمس بآخر كلماته إليها..أحبك...ثم يرحل ليعاود الكرة بعد عام من هذا الموعد....

يوما ما سيموت.... يوما ما سيتوقف قلبه عن النبض....لكن أبدا لن يموت الحب....أبدا لن تنتهي الذكرى..... و أبدا لن يتوقف تساقط الأوراق في الخريف......

الأربعاء، 6 أغسطس 2008

شاهدت لك...أيدين نظيفة

عودة مرة أخرى و بعد زمن طويييييل جدا....و عودة تاني للفقرة المفضلة لدي و اللي مافتكرش ان حد بيحبها غيري بس يالا...فيلم النهارده فيلم أيدين نظيفة أو dirty soup....الفيلم كالعادة ينتمي إلى الأفلام الروائية القصيرة اللي انا متيم بيها....الفيلم في عجالة كده يبهرك بشكل غير طبيعي...تجربة رائعة على كافة الأوجه....فكرة رائعة و موسيقى جميلة و تصوير مبهر و إخراج عبقري و تمثيل هادئ.... الفيلم بيحكي عن شاب بسيط شغال في حمام في ديسكو... طبعا فكرة الديسكو لتعكس مدى التفاوت الرهيب بين مستوى الناس اللي بتزور المكان ده و مستوى بطل الفيلم....عشان مطولش... الفيلم ماشي في تلات محاور...محور بيشوف علاقة الشاب ده بأمه الصماء... ومحور باحتكاك الشاب ده برواد الديسكو و تعامله معاهم و تعاملهم معاه... ومحور حب الشاب ده لبنت بتشتغل راقصة في ملهى ليلي كان بيروحه.... في محور رابع ملوش لازمه كده عباره عن علاقة الشاب ده بسايس الجراج العجوز و اللي متفهمش الشاب ده أصلا عرفه منين و بتصير بينهم صداقة غير مفهومة وده محور أهبل كده ممكن الاستغناء عنه....الفيلم فيه رؤية جميلة جدا عن حياة شاب فقير و قصة حب من طرف واحد و تخيلاته و احلامه ان البنت دي تحبه...في حتت إخراجية هايله في تصوير البطل و هو راجع كل يوم من شغله و مشهد صعوده السلم...جميل فعلا و معمول بحرفيه عالية....تصوير دكتور كرينيللي المصور الإيطالي كان مبدع جدا و صورة نضيفة فعلا قلما نراها في الأفلام القصيرة....من أهم المشاهد مشهد وفاة الأم ومشهد اللي قبل مشهد النهاية لما كان بيتخيل أنه بيعزف عالعود وهو مشهد بيعكس مدى الهروب من الواقع الصعب للخيال المريح....إيدين نظيفة...تجربة أكثر من رائعة....

مدة الفيلم:- 20 دقيقة

أبطال الفيلم:- شريف خيرت - فرح يوسف

موسيقى:- أحمد (حاجه كده)

إخراج:- كريم فانوس

الفيلم حصل على جائزة مهرجان وهران بالجزائر....

الثلاثاء، 5 أغسطس 2008

نسألكم الدعاء

يعني مش عاوز اتقل على حد بس أرجو أي حد يدخل البلوج ده ...يقرأ الفاتحة و يدعو بالرحمة والمغفرة لأخونا الراحل أحمد أبو زيد اللي وافته المنية الأسبوع اللي فات....عزاء واجب لفقيد كلية الهندسة ((دفعتنا)) واللي توفي إثر حادث أليم....مات أبو زيد بعد معرفة دامت بيني وبينه سبع سنين...حتى لو مكناش اصدقاء اوي فأكيد كل ما هفتكره هسرح و ادعيله بالرحمة...و إنا لله و إنا إليه لراجعون...

الاثنين، 14 يوليو 2008

ام سو سورري

سلام عليكم يا جماعه..... والله يا اخوانا انتو وحشتوني جدا جدا جدا.... البلوج نفسه وحشني اوي والله..... انا مبكتبش مش عشان الامتحانات بس....الموضوع الاسوأ ان النت مقطوع لظروف قهريه..... فللأسف انا مضطر الفتره دي مكتبش حدادا على الاخ الفقيد الراوتر اللي اتحرق في ظروف قاسيه.....نسألكم الدعاااااء.... فإلى أن يأتي روتر جديد....استحملوني....... ودعواتكم معايا في اخر ماده
........سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااام و هتوحشوني

الأحد، 22 يونيو 2008

وداعا


وداعا أيها الحبيب

وداعا يا من دق له قلبي

وداعا يا من اهتزت له روحي

وداعا أيها الحبيب

وداعا يا من منح قلبي رحيق الحب

وداعا يا من علم روحي نبضة القلب

وداعا أيها الحبيب

وداعا يا من وهبني الحياة من بعد موت

وداعا يا من أنطق قلبي من بعد صمت

وداعا أيها الحبيب

وداعا يا من عجز الزمان على مداواة جراحي منه

وداعا يا من حار الدهر في تخفيف أحزاني عليه

وداعا أيها الحبيب


يوما ما ستنضب المحيطات...يوما ما ستنفذ البحار...يوما ما ستجف الأنهار...لكن أبدا لن تجف دموعي حزنا على فراقك... ولا يسعني سوى أن أقول لك الآن.... وداعا

شاهدت لك...l'algernieon

سلام عليكم...تاني فقرة أقدمهالكم من فقرة شاهدت لك...مش هقول ملخض عن الفقره لإني قلته قبل كده فمش هعيده تاني... النهارده هقدم تحليل سريع لفيلم فرنساوي شفته بعنوان الألجيرنيون..l'algernieon ... الفيلم روائي طويل.... قصة الفيلم بتحكي عن شاب مستوى ذكائه أقل من السبعين...منخفض جدا و يقارب من التخلف العقلي مع وجود ضمور في بعض الأعصاب الطرفية....في نفس الوقت في عالم اخترع عقار يرفع معدلات الذكاء لدرجه كبيره وكان بيجري تجاربه على فأر تجارب و سماه الألجيرنيون ومن هنا تأتي تسمية الفيلم.... المهم أن العالم ده اجرى تجاربه على الشاب المتخلف ده وبالفعل العقار جاب نتيجة ساحرة...وتحول الشاب المتخلف ده إلى إنسان معدل ذكائه عالي جدا...لكن ككل عقار كان في side effects ...و كانت تتمثل في اكتئاب حاد و عدم رضا ...غير طبعا الأضرار اللي عالمدى البعيد واللي بتتمثل في احتضارتدريجي لخلايا المخ....المفاجأة اللي في الفيلم أن الشاب ده بعد تحوله لإنسان ذكي ولامع إلا إنه رفض التحول ده و رفض استكمال العقار و رجع تاني متخلف زي ما كان...مضحيا بكده بالذكاء و المركز الاجتماعي اللي وصله وكمان ضحى بالإنسانة الوحيدة اللي حبها و حبته....بعيدا عن ده كله...فكرة الفيلم بتدور حول معنى أن الإنسان بيمشي بالفطره اللي ربنا سبحانه وتعالى خلقه عليها حتى لو منقوصه...ومهما اتغير و بقى أحسن برده مش هيبقى مستريح....بينتهي الفيلم بمشهد رائع للبطل و هو بيضع إكليل زهور على قبر الفأر اللي مات من التجارب عليه...في الفيلم ده مش هتحس غير بحاجتين...الفكرة الغايه في الروعه... و الأداء الرائع للبطل بتاع الفيلم... فيلمl'algernieon ...عودة إلى السينما الفرنسية الراقية...

مدة الفيلم:-107 دقيقة

أبطال الفيلم:- ميشيل دي بارديو...أداء غاية في الروعة والأبداع
سيسيل بوكو....أداء باهت ملهاش غير مشهد دموعها واعترافها بحبها...مشهد رائع من الطرفين

للأسف الشديد معرفش لا اسم الميوزيك كومبوسر ولا المخرج....

الأربعاء، 18 يونيو 2008

ألا تذكرين؟!!





أعاني اليوم من عذاب حب لا ينتهي.... أعاني اليوم من كبرياء أهيض أجنحته....أعاني اليوم من حب قد قتل في مهده....أعاني اليوم من ذكريات عشق تطاردني في كل لحظة.....أعاني كل ذلك و أعلم أنك لا تعانين....يا حبيبتي.....ألا تذكرين شيئا من هذا الحب الضائع.....ألا تذكرين أول لقاء بيننا..... ألا تذكرين أول ابتسامة أمل..... ألا تذكرين أول خفقة قلب هزت كياننا.... ألا تذكرين أول لمسة يد زلزلت أرواحنا و عصفت بوجداننا.... ألا تذكرين أول إشراقة شمس آمالنا التي كانت تنير الطريق إلى مستقبل مشرق جميل بنيناه في أحلامنا....ألا تذكرين لحظة فراقنا.... ألا تذكرين لحظة الحب التي جمعتنا.....ألا تذكرين دمعة الفراق التي جرحتنا.....أنسيتي كل شئ عن حبنا؟!!.....إذا كنت قد نسيتي فلماذا أذكر أنا....و إذا كنت قد نسيتي فلم نسيتي؟....أتراني لا أستحق منك حتى الذكرى....أم أن أحدا غيري قد احتل مكاني في روحك.... أحدا غيري قد أزاحني من على عرش قلبك....أم أنني مذ البداية لم أكن على هذا العرش....ولماذا لا تذكرينني و أنا لا أنفك أفكر بك....أذكرك حتى في أحلامي....يا حبيبتي....لو كان ما بيننا قد انتهى و ما ضاع قد ضاع.... فإني أرجو منك رجاء واحدا.....أرجو أن تذكرينني دوما....لا تنسي أبدا قلبا قد أحبك ولا تلقي بقلبي و بحبي في غياهب النسيان.... لا تسقطي أيامي من على رف الذكريات....أرجوك لا تنسيني....ودوما.....اذكريني


كان نفسي اسمي الموضوع ده اذكريني بس افتكرت ان في فيلم ل نجلاء فتحي ليه نفس الاسم فمحبتش يجيلي فرقع لوز يتنططلي فقلب البلوج ويقولي انت بتسرق اسامي الافلام عشان كده سميته بالاسم ده كي اخرس تلك الفراقع اللوزاء....شكرا و اتمنى دوما رضاكم..

برنسجاهينيات (7)


مكسور و حزين و لوحدي بتألم
عيني فعينيها...و تعدي و لا تسلم
مستغربين دلوقتي أنا ببكي ليه
أصل الجرح في قلبي لسه معلم
*****
قلبي دق...عرفت أنه للحب وجد
أتأكدت من حبي من غير لا دليل ولا سند
بتسألوني أنا ليه حزين دلوقتي
أصل حبي و هو في المهد أتوأد
*****
لا الوقت بيمر ولا بيعدي الزمن
الليلة فرحها و سابتلي حزن وشجن
حبيبتي لابسة فستانها الأبيض
و أنا النهارده لابس كفن
*****
قال إيه ماشي في شارع ضلمة
مجروح و حزين وحاسس بصدمة
مش عارف إزاي بس ارتاح
ده حبيبتي كانت ليا ظالمة
*****
بين جرح و جرح بعيش محزون
و في حب حبيبتي قلبي مسجون
بس كلي أمل إني أتحرر
يا ترى ممكن ولا ده حلم مجنون
*****
عايش وحيد وبين أهلي و مغترب
و كاس حزن مر ولا يتشرب
بس اللي مصبرني على جروحي
إني حاسس اني من نهايتي بقترب
*****
سألوني أنت لسه عندك أمل
قلبك انجرح و إيه العمل
قلت في سري أنتو مش فاهمين
حبها ملا قلبي و لروحي شمل
*****
من بعيد شفتها معاه
قلبي بكي و قلت آه
أنا ليه لسه فاكر حبنا
وهي دلوقتي خلاص نسياه
*****
عانيت و بعاني من فراق و نسيان
سألوني بتبكي ليه دلوقتي يا إنسان
من بين دموعي أنا قلتلهم
خلاص ما عدش ليا في قلبها مكان
*****
في المكان ده كان ليا قصة حب
هنا لمسة إيد وهنا دقة قلب
ده الحب ده حكايته حكايه
أوله ضحكه و آخره دمعه و غلب
*****
في الشباك بتقف بنت الجيران
جميلة و رقيقة تقولش لوحة فنان
بس قلبي انا مشغول بغيرها
مالحب جواب و ملهوش عنوان
*****
حسيت بالخوف وحش سانن سنانه
قلت اواجهه ووقفت ادامه
قررت أصارعه و بسيفي أغلبه بس
من خوفي درعي وقع وسيفي اترماله
*****
سألت نفسي ليه قدرت تنساني
يمكن عشان ظالمة وقلبها أناني
بس بعدها عني أكد لي
إنه في قلبها دلوقتي حد تاني
*****
قلبي من كتر حبه انجرح
لا شاف فيوم لا ضحكه ولا فرح
رغم إني خلاص مش على بالها
إلا أنه في حبها عقلي سرح
*****
شعرها ناعم تقولش حرير
ورا ضهرها بيرفرف وبيطير
طبعا وقعت في حبها
وبرجلي دخلت عش الدبابير
*****
في ليلة برد وعتمه ومطر
والحزن جوا روحي انسطر
حاسس بوحدة وحاسس بألم
ده الجرح في قلبي خلاه انفطر
*****

الثلاثاء، 17 يونيو 2008

شاهدت لك...حنين


دي فقرة جديدة حبيت اني اقدمهالكم.... الفكره منها بس اني انقلكم صورة سريعة عن حاجه انا شفتها -عمل فني مثلا- وعجبتني فحبيت اعبر عنها...وهي فقره هقدمها كل ما اشوف حاجه تعجبني.....

انا النهارده هقدملكم نقدي لفيلم شفته اسمه ((حنين))..... الفيلم ينتمي لنوعية الافلام الروائية القصيرة.... مدته حوالي خمسين دقيقة.... مش هكلم كتير بس هقول انه بجد فيلم محترم جدا وقيمته الفنيه هايله.... الفيلم بيحكي عن رجل اعمال في منتصف العمر بيشتغل في الخارج و لما رجع مصر قرر انه يزور الناس اللي بيحبهم...فمنهم كانت مدرسته وهو طفل لسه.... الفيلم بيشهد محاولاته لحد ما بيوصلها و ازاي اصراره على انه يوصلها...طبعا الاصرار ده بيعكس فكرة الحنين المطلوبه.... بعدين الفيلم بيصور اللقاء الجميل جدا بين الراجل ده و المدرسة بتاعته و حوار هادي و جميل جدا و متزن.... الاجمل من ده كله الموسيقى الرقيقة جدا اللي من جمالها استعان بيها المخرج بدل من الحوار المباشر التقليدي واعتمد مع الموسيقى على تعبيرات الوجوه.... الفيلم بيفيض بمشاعر جميله جدا و في منتهى النبل و الروعة بجد.... مشاعر الحب و الحنين والوفاء و فرحة اللقاء وضحكاته و حزن الفراق و دموعه.... رغم انه اول تجربه اخراجيه للمخرج بتاعه... إلا انها تجربه ممتازه....حنين...فيلم يستحق المشاهدة والتحية....

مدة الفيلم:- خمسين دقيقة

أبطال الفيلم:- أحمد كمال - ماجدة الخطيب...... أداء عبقري من الجوز

موسيقى:- يحيى غانم .... حاجة في منتهى الروعة...

إخراج:- محمد شوقي .... برافو بجد...
يا اخوانا لو عجبتكوا قولوا وانا اكررها..... معجبتش قولوا وحشه وانا مش هعملها تاني...سلاااام

الاثنين، 16 يونيو 2008

congratulation


تهنئة واجبة مني بجد لبنت خالي وصديقتي العزيزه جدا نسمة على خطوبتها السعيدة... تهنئة لانسانه بكن ليها و بتكن ليا كل احترام وتقديييييييييير ومودة.... ومن قلبي بتمنالها خطوبة سعيدة تعوضها عن أيام الهم والأسى .... ومن قلبي بهديلها باقة الورد دي.... ومن قلبي بقولها

congratulation NoNa

الأحد، 1 يونيو 2008

عشان متنسونيش

مساء الورد على كل برنس او برنسيس بيدخل عالبلوج ده...بصوا يا اخوانا...انا قلت مادام هقعد فتره مش هكتب و هريحكوا شويه من الدش بتاعي اللي لا بيودي ولا بيجيب...قلت اهو لو حد دخل ارشحله كام موضوع يقراه...المواضيع الحلوه طبعا-المطايب يعني-عشان لو حد دخل و اكيد مش هيلاقي جديد هيروح ماشي ...والواحد برده مش عاوز يخسر ناسه اللي بيقروله...فيا جماعه لو حبيتوا تقروا حاجه يبقى اقروا دول... ((التوب تين))........
1-على الكورنيش
2-وداعا يا أكليل الزهور
3-لحظة شرود
4-سفر((ولو اني مبحبوش اوي))
5-في القطار
6-دمعة و فراق و لحظة حب ((بحب انا البوست ده اوي))
7-مجرد لحظة ((كان ليا واحد عزيز عليا عاوز يبعته لمسابقة أخبار اليوم للقصة القصيرة ولو انه ميستاهلش-البوست مش صاحبي-!!))
8-إنهم يجهضون الأحلام
9-الطريق
10-طعنة
بس كده يا اخوانا...طبعا اللي يحب يبص على اي حاجه تانيه اهلا و سهلا..بس الباقي رومانس اوي و جرح وفراق والناس تعبانه ....متشكرين جدا واشوفكم على خير ان شاء الله

الخميس، 29 مايو 2008

بروموشن و تنويه

يا جماعه حبيت بس اعمل بروموشن سريع كده اني عامل بلوج تاني لسه يعني اندر كونستركشن لو حبيته تبصوا عليه مش هتعملوا اكترمن انكو تخشوا على الوضع الخاص بي و تختاروه من جوز المدونات اللي تحت وهناك في مقدمه عنه وموضوع كمان
التنويه بقى اني متهيالي كده ان الموضوع اللي نزل من شويه ده هيبقى تقريبا اخر موضوع اكتبه الفتره دي عشان الامتحانات والعوء ده...غير كمان اني اوت اوف مووود وياما اركز في مذاكره عشان انفع ياركز في كتابة....يبقى المذاكره احسن برده....ممكن جدا يكون في سبير تايم واكتب فيه بس انا بقول يعني عشان لو حد دخل البلوج وملقاش جديد ميفتكرش اني طنشته خلاص او اني مت وريحتكوا مني من قرفي...بس كده تمام اوي...سلامي لكل برنس ولكل برنسيس بيخشوا البلوج ده... و دعواتكم والنبي ياخوانا....شكرا...سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

لقاء نهايته النسيان



اليوم فقط أدركت الحقيقة...اليوم فقط تيقنت منها...اليوم فقط تأكد قلبي مما كان يخشى التأكد منه...اليوم وبعد آخر لقاء بيننا...علمت الحقيقة الأليمة....الحقيقة التي كنت أخشاها....الحقيقة التي كانت ترتعد فرائص قلبي رعبا من مجرد تصديقها...الحقيقة التي لم أتمن قط التأكد منها....لكنها للأسف الحقيقة....وهي كغيرها من الحقائق قاسية و ومؤلمة....اليوم و بعد آخر لقاء بيننا...باحت عيناك عما يجول بخاطرك...عبر وجهك عما يجيش به صدرك....كشفت كلماتك عما يدور في نفسك.... اليوم وبعد آخر لقاء بيننا....أدركت إنني لم يعد لي مكان بقلبك...ضاق علي قلبك بما رحب فخرجت منه طريدا كسيرا....أدركت إنني صرت على هامش أفكارك....أدركت إنني سقطت من على رف ذكرياتك....اليوم و بعد آخر لقاء بيننا....رأيت في عينيك النظرة التي كنت أخشاها...النظرة التي لم أتمن أبدا رؤياها...النظرة التي فهم قلبي فحواها...قد رأيت في عينيك نظرة النسيان....تلك النظرة التي ما أن رأيتها حتى شعرت بأن جرح قلبي ازداد عمقا...بل أسوأ...قد صار الجرح جرحين....كأنه لا يكفي قلبي جرح الفراق فزاد عليه جرح النسيان....وصدقيني....لم أشعر بآلام جرح الفراق مثلما شعرت بها مع جرح النسيان...على الأقل يندمل جرح الفراق حينما يشعر المرء أنه في مازال في قلب من يحب...لكن جرح النسيان لا يشفى....اليوم و بعد آخر لقاء بيننا...تأكدت من نسيانك التام لشخصي... تيقنت أن حبك لي قد اندثر مع الزمن....أدركت أنني كنت بالنسبة إليك ليس أكثر من لحظة عابرة مرت عليك ولم تؤثر في قلبك....ومضة خاطفة مرت عليك ولم تلحظينها....صفحة و طويت وتلاشت ذكراها....أدركت هذا بقلب منفطر يكاد من حزنه يقطر دما..... اليوم وبعد آخر لقاء بيننا.... علمت أن الحب الخالد بين اثنين ليس سوى وهم صنعته القصص....علمت أن الحب ليس سوى طرف يعطي ولا يأخذ وطرف يأخذ ولا يعطي....علمت ان الحب جحيم لا قبل لقلبي بتحمله....علمت أن الحب حربا لا قدرة لروحي على خوض غمارها....اليوم وبعد آخر لقاء بيننا.... علمت أن ما كنت أعتقده حب لي بقلبك قد مات....أراك الآن بعين الخيال...تقفين في مجتمعك ووسط أحبائك...تسخرين من حبيب أبله يهواك و أنت له لا تأبهين....تسخرين من روح ذليلة تحبك و أنت بها لا تشعرين.... تسخرين من قلب أحمق يعشقك و أنت له لا تكترثين.... اليوم وبعد آخر لقاء بيننا...و بعدما أدركت ما كنت أخشى إدراكه.... لا ألومك ولكن ألوم قلبي...ذلك القلب العليل....ذلك القلب الذليل.... ولقلبي اوجه كلمة...أقول لك يا قلبي...لا أريد سوى أن أعبر لك عن مقتي الشديد لشخصك....لا أدري ما الذي قدمته إلي....لم تقدم لي سوى مرضك...أعيش كل يوم في انتظار إعلان عصيانك و توقفك عن العمل....حتى عندما أحببت...ما الذي قدمته لي سوى الذل و المهانة....تتمسك بحب يضرك ولا ينفعك...تجري وراء سراب ووهم مضل.... لكنى أعذرك...فقد أحببتها حبا سرمديا لا أعتقد له نهاية...لكن ألم يأن لك أن تنساها كما نسيتك....ألم يأن لنبع دمعك أن ينضب.... ألم يأن لنهر جروحك أن يجف...ألم يأن لك أن تحفظ عزتك و كرامتك....أمقتك يا قلبي...أكرهك بشدة ولا أتحملك....ولكن لي عندك رجاء أخير وهو رجاء حار أرجو ألا ترده...أرجوك يا قلبي أن تتوقف عن العمل....توقف و سترى كم ستفيدني....ستريحني من حب أبدي لا ينتهي....ستريحني من معين بكاء لا ينفذ....من جرح روح لا يندمل....من كرامة مهدرة لا تحفظ....والأجمل أنك ستريحني من حياة لا تستحق أن أعيشها.... أما أنت يا حبيبتي فلك أقول....اليوم وبعد آخر لقاء بيننا...وبعد آخر جرح تلقاه قلبي من قلبك....فإنه رغم جروحي و آلامي و أحزاني و همومي التي أعانيها...فإن عزائي اليوم شيئا واحدا....عزائي أن هذا اللقاء بيننا اليوم....كان بالفعل...آخر لقاء.....

الثلاثاء، 13 مايو 2008

على الكورنيش



لكم أعشق الاسكندرية في الشتاء....أمقتها صيفا و هذا حق مشروع للجميع حيث الحر والزحام والمصطافين من كل صوب و قاع المجتمع حين يطفو فيصير سطحا....لكن في الشتاء الأمر يختلف....الاسكندرية في الشتاء تشعر بأنها ملك لك وحدك...تفتح ذراعيها لاستقبالك...تبتسم لك وتتجمل من أجلك...لكن أشد ما أعشقه في الاسكندرية شتاءا هو السير ليلا وحيدا على الكورنيش...أعشق التأمل وأهيم بالشرود وأتيم بالوحدة والصفاء الروحي....كانت الساعة تجاوزت العاشرة بقليل...كنت أسير منفردا على الكورنيش الساحر...في هذا الوقت من العام لا تجد الكثيرين في هذا المكان...الجو شديد البرودة لكني لا أهتم و أضم ياقة معطفي طلبا للدفء ....حينما يجتمع البرد و الضوء الخافت مع أصوات أمواج البحر المتلاطمة مع قليل من العناصر البشرية المبعثرة في كل صوب أشعر أن الكون قد تجمل و أن الزمان قد جرد أدواته ورسم لنا لوحة رائعة...لوحة اسمها الشجن....هكذا أحب السير وحيدا في هذا الوقت....أتأمل هذا و أحدث ذاك....هنا رأيت رجلا عجوزا أعتقد أنه تجاوز السبعين من العمر...كان مدثرا بمعطف رث قديم....ذهبت و جلست إلى جواره...قررت أن أتحدث معه في اي شئ....كبار السن دائما يحبوا الحديث في السياسة و يمزجوا بينها وبين واقع حياتهم المرير...قررت أن العب دور المثقف و أحدثه بلغة ما أقرأ...الناس دائما ما تنبهر بمن يتشدق بأغرب الألفاظ أمامهم....تحدث عن اللاوعي المتناهي المنبثق من الوجدان الجمعي و علاقته بارتفاع الأسعار و ستجدهم يصفقون لك ويمتدحوا عبقريتك...هكذا تجدني أتحدث مع العجوز في سياسة الحكم الحالي و أدمج حديثي ببعض قراءاتي....لكن هيهات....قد أبهرني الرجل فأسكت لساني....تفكير عقلاني و وعي منظم و آراء منطقية لم أرها في عتاة المثقفين ممن عرفت....هذا الرجل لا يؤمن بثقافة الكتب إنما بثقافة الحياة...تجاربك هي معلمك الأفضل فمنها و تعلم...هذا كان رأيه والذي عليه و أسير إلى الآن....كان حزينا ولكنه لم يفصح عن سبب حزنه...لكن من وراء حزنه كان يملك ابتسامة ودودة تشعر معها بالأمان...رغم قصر المدة التي جالسته فيها إلا انني أحببته حقا....حييته و تركته و واصلت جولتي...رأيت مجموعة من الشباب يمزحون و يتضاحكون بينهم شابا يحمل جيتارا يعزف عليه و يغني...عزفه ممتاز و صوته لا بأس به أبدا....هو واحد من أصحاب تلك المواهب التي ضل الحظ طريقه إليها فلم تستثمر وستندثر يوما....على الرغم من ضحكهم و غنائهم لكن الحزن كان مخيما على جلستهم جليا في عيونهم....واصلت تسكعي فرأيت فتاة ماجنة صاخبة....منظرها يدل على مهنتها دون إفصاح...نظرت في عينيها و نظرت في عيني...عيناها حزينة فعلا...شعرت بعينيها الجميلتين تقول:"لا تظن إنني سعيدة بذلك...لكنها الحاجة...نعم أعلم أنه لا شئ يبرر أبدا أن أغضب ربي و أن أفرط في أغلى شئ يملكه المرء و هو شرفه...لكن صدقني...أنت لا تعلم ما يقع على كاهلي من أعباء....أعباء أم أرملة مريضة وأخوة صغار جياع...انها الحاجة المجنونة التي تدفعك إلى تحطيم قيود المجتمع و تخطي حواجز التقاليد و هدم أسوار العفة...صدقني إنها الحاجة"....شعرت بدمعة حقيقية تترقرق في عينيها...لكنها لم تلبث أن ركبت في سيارة فارهة مع شاب وانطلقا إلى حيث أجهل....استكملت مسيرتي فشاهدت متسولة عجوز....أشفقت عليها و ساعدتها بما من الله عليها به...رغم طعنها في السن إلا أن عينيها كانت كعيون الأطفال...تلك العيون التي تحمل الحزن و الفرح في آن واحد....لا يمكن أن ترى هذا التعبير إلا في عين طفل...وفي ذهني دارت عجلة الأفكار...إمرأة عجوز دفعتها الحاجة إلى التسول, وفتاة شابة دفعتها الحاجة إلى الانحطاط....في قرارة نفسي لا أسامح أيا منهما...لكن ما الذي يصل بالفرد إلى مثل هذه الحالة؟لماذا يصل الفقر إلى أبشع صورة ممكنة بهذا القدر؟سؤال لا أملك إجابته...هكذا واصلت طريقي...رأيت شابا و فتاة يجلسان سويا و يتهامسان....واضح إنهما حبيبان...تلك النظرة الحالمة للغد و البسمة التي تشع املا تؤكد إنهما عاشقان....من المفترض أن أسعد لمرآهم لكني على العكس أصابني الهم....لا أعلم ما الذي طرأ علي؟...صرت ذو نظرة تشاؤميه بشكل غريب....لم أعد استمتع بشئ.... إذا ذهبت في رحلة تجدني حزينا لأنها يوما ستنتهي....إذا أكلت طعاما أحزن لأنه قريبا سينفذ....لم أعد استمتع باللحظة التي أعيشها....صرت اتوقع الأسوأ....الحب ينتهي بالفراق و النسيان...السعادة آخرها الحزن....والحياة نهايتها الموت....أكد لي أفكاري مشهد فتاة جميلة تجلس وحيدة تبكي و تكتب شيئا ما....عساها فارقت من تحب أو أي شئ آخر...المهم أنها حزينة....الحزن....الحزن هو السمة الغالبة في كل من تراهم على كورنيش الاسكندرية شتاءا....تركت كل ما رأيت ووقفت أتأمل البحر من بعيد....لا أعلم لماذا يعشق الناس البحر؟!!...البحر لا يذكرك سوى بآلامك و احزانك و جروحك و فراقك...مع اصوات صفير هواءه المندفع تشعر بصرخات روحك تدوي....مع ضربات أمواجه المتلاحقة لصخوره تشعر بطعنات قلبك تدمي...البحر بالنسبة للبشر ليس سوى مرآة لأسوأ ما مر بهم في حياتهم من جروح و أحزان....لا أحب البحر لكني أعشق الكورنيش....على الكورنيش ليلا تجد مجموعات و عناصر مختلفة من البشر لا يجمع بينهم سوى أحزان الأمس و مخاوف الغد...بالنسبة لي لا وجود لشئ اسمه الحاضر....الحاضر هو اللحظة التي نعيشها الآن فقط...اللحظة المنصرمة هي من الماضي و اللحظة القادمة هي المستقبل...
كورنيش الاسكندرية ليلا....حيث يجتمع الفرح و الحزن...حيث يلتقي الحب والجرح....حيث يتقابل النجاح و الفشل...حيث تصطدم الأحلام و الآمال بمخاوف الغد...
كورنيش الاسكندرية ليلا....حيث يعبر المرء عن أفراحه و حيث يشكو احزانه....
كورنيش الاسكندرية ليلا....حيث يتذكر المرء من يحب و يخفق قلبه بحبه وتدمي روحه من جرحه....
كورنيش الاسكندرية ليلا....حيث اعشق أن أسير وحيدا....

الأحد، 11 مايو 2008

تكلم قلبي...و رحلت في صمت



بعد أول لقاء بيني و بينك سألت نفسي سؤالا واحدا
"لماذا أتكلم...و أنت تصمتين؟"
ألأن كلامي لا معنى له...أم أن شخصي تافها...أم أنك اتخذت من الحياء خدين....
*****
بعدما شعرت بانجذاب قلبي نحوك سألت نفسي سؤالا واحدا
"لماذا أتكلم...و أنت تصمتين؟"
تحسس حبك طريقه إلى روحي...و استعد قلبي للنبض من أجلك...و أنت بشخصي لا تقنعين....
*****
بعد أول كلمة حب أقولها لك سالت نفسي سؤالا واحدا
"لماذا أتكلم...و أنت تصمتين؟"
هل اعترافي بحبك ضعف مني...أكان خطأ أن أقع في هواك...أم انك بحبي لا تشعرين....
*****
بعد أن أعيتني الحيرة و عذبني الفكر سألت نفسي سؤالا واحدا
"لماذا أتكلم...و أنت تصمتين؟"
قد تخلل حبك ثنايا روحي...قد غلف هواك كياني...قد نبض قلبي لأجلك... و بمشاعرك نحوي لا تبوحين....
*****
بعد أن وصلت في حبك إلى الجنون سألت نفسي سؤالا واحدا
"لماذا أتكلم...و أنت تصمتين؟"
أعبر عنك و عن حبي لك في كل محفل...و عن شخصي أبدا لا تذكرين...
*****
بعدما أحسست بقرب الفراق سألت نفسي سؤالا واحدا
"لماذا أتكلم...و أنت تصمتين؟"
فعلت معك كل شئ...بحبي و اعترفت...لدمعي و أذرفت...وعد و أهديت... وعيد وهددت...تنظري إلي و تبتسمي ولا تنطقين....
*****
بعد الفراق سألت نفسي سؤالا واحدا
"لماذا أتكلم...و أنت تصمتين؟"
تفجر البكاء في مقلتي...و انهمر الدمع على وجنتي...لكني للأسف... رأيتك يومها تبكين....
*****
الآن و بعد رحيلك الصامت أقول لك:
قلبي لا يزل ينبض لأجلك....روحي لا تهتز لسواك...مازال حبك يسري في وجداني...أقول ذلك و أعلم يقينا...إنك كما صمتِ من قبل... فإنك اليوم أيضا ستصمتين....

الجمعة، 9 مايو 2008

لحظات



في حياتنا لحظات و لحظات...تمر علينا لحظات...نعيشها كلحظات...لكنها تؤثر في حياتنا ولا تمر علينا كالطيف...تبقى عالقة في أذهاننا إلى الأبد ولا ننساها فنعلم أنها لم تكن مجرد لحظات...لحظات فرح و لحظات ألم... لحظات سعادة و لحظات شقاء...لحظات حب و لحظات جرح...لحظات أمل و لحظات يأس...لحظات و لحظات و لحظات....بها يمتد عمرنا ومع نهايتها يفني العمر و ينتهي الحلم ....فلنعش سويا بعضا من تلك اللحظات...
لحظة نجاحك و دخول المجال الذي تحب
لحظة تفوقك و تحقيقك الحلم
لحظة يأسك و خوفك من الفشل
لحظة ميلاد الحلم و انبثاق الأمل
لحظة انهيار الروح و تثبيط الهمم
لحظة اول لقاء بمن تحب
لحظة أول نبضة قلب
لحظة اول كلمة حب
لحظة اول بسمة امل
لحظة اول طعنة جرح
لحظة اول دمعة فراق
لحظة تحطم قلب
لحظة فرح و لحظة انكسار
لحظة تخرجك من الجامعة
لحظة التحاقك بعملك
لحظة ولوجك الأول لغرفة العمليات
لحظة علاجك لأول مريض
لحظة تشييدك لأول مبنى
لحظة زواجك
لحظة ميلاد طفلك الأول
لحظة تشييع أعز أحبائك إلى مثواه الأخير
لحظة رؤياك لحبيبك-الذي فارقته- صدفة
لحظة معرفة خبر مرضك و قرب نهايتك
لحظة تفتح زهرة زرعتها بيدك
لحظة نمو شجرة سقيتها بدمعك
لحظات و لحظات و لحظات تمر بها منذ مولدك وحتى وفاتك....تتعاقب عليك و تترك في نفسك أعظم الأثر...لحظة فرح و لحظة حزن...لحظة حب ولحظة جرح...لحظة عزة و لحظة ذل...لحظة أمل و لحظة يأس...لحظه فخر و لحظة خزي...لحظة نجاح و لحظة فشل...لحظات تمر علينا...عمرها الكوني لا يعدو عن كونه لحظة...توقيتها الزمني لا يزيد عن لحظة....لكنها بالنسبة لمن عاشوها حقبة زمنية لا تغفل...عمر مديد لا ينسى...اما من لم يعيشها فهي بالنسبة له ليست أكثر من لحظات.... مجرد لحظات...
((ملحوظه:الصورة دي اسمها لحظة...لو محدش فهم علاقتها يعني))

الخميس، 8 مايو 2008

في القطار


القطار المتجه إلى الاسكندرية ينهب الطريق بلا رحمة...أنا لا أحب الاسكندرية...الكل يعشق تلك المدينة الساحلية الساحرة...لكني أكرهها... لا أدري لذلك سببا لكن كل ذكرياتي بها سيئة مما حدى بي أن أكرهها...هكذا تجدني جالسا في إحدى عربات القطار متململا أرجو أن تنتهي تلك الرحلة البغيضة على خير...كنت مضطرا لها فهي كانت رحلة عمل و ليست ترفيه...هكذا وفي محاولة لقتل الوقت والملل شرعت في قراءة الصحيفة...لحظات و مللت فطويت الصحيفة وطفقت أتأمل من حولي...بالمناسبة هي كانت أول مرة لي أسافر فيها بالقطار لذا تجدني غير معتادا على الأجواء....لذا رحت أتأمل من حولي...لم يكن هناك جارا في المقعد المجاور لي...لكن كان هناك شخصين في المقعد المقابل...رجل و إمرأة...رجل في أوائل العقد الرابع من العمر...متوسط الطول...قوي البنية...لا يحمل وجهه وسامة ملحوظة لكنه مقبول الشكل...كان رجلا وهذا يكفي....أما المرأة فكانت في اعتقادي في نهايات العقد الثالث من عمرها...متوسطة الجمال...لا تنبهر بجمالها لكنه جمال هادئ مريح للعين...لا يفتنك لكنك تحب النظر إلى وجهها...شخصين عاديين تماما واضح جدا انهما زوجين...حاستي قالت لي أنهما ليسا على ما يرام...لم يتحدثا قط...لم يتبادلا كلمة واحدة.... كل منهما ينظر في الاتجاه المعاكس للآخر... أخذت أرقبهما قليلا ثم أصابني الملل لهذا السكون فأطلقت العنان لشرودي....بعد لحظات نهض الزوج لأمر ما و غادر المكان...لم آبه و لم أهتم....عدت إلى شرودي لكن قاطعني صوت الزوجة قائلة:"عادل لم يعد كما كان...لم يعد زوجي الذي احببته....أشعر أنني لا أعرفه....قد صار شخصا آخر"...تعجبت بشدة فلم أكن أدري لماذا تخبرني هذا الكلام....لكنها واصلت حديثها في شرود قائلة:"تزوجنا منذ ثلاث سنوات...كنا زوجين سعيدين...يحسدهما الناس على سعادتهما...تزوجنا عن حب...كنا عصفورين متحابين...لكن فجأة دبت الخلافات بيننا...عادل شارد الزهن باستمرار وعندما أحدثه في أمر ما يثور لأتفه سبب...بدأ يتشاغل عني...لم يعد يهتم بي مطلقا...كرس كل حياته لأصدقائه و نزهاته معهم....حاولت تعديل مسار حياتنا بإنجاب طفل لكنه رفض و اعترض معللا بأنه في بداية الطريق و الظروف لا تسمح و لا يزل أمامه الوقت لبناء مستقبله وهراء من هذا القبيل...لم أعد احتمل ذلك...حياتي لم تعتد تحتمل"....صمتت لحظات ثم قالت:"آسفة صدعت رأسك...لكني كنت بحاجة للتنفيس عما بداخلي فقد خنقني اليأس"... قلت لها:"لا عليك...مهتني أساسا أن انصت إلى الآخرين وأن استمع إلى مشاكلهم"...سألتني في لهفة:"هل أنت باحث اجتماعي أم محلل نفسي؟"...قلت لها:"لا هذا ولا ذاك...أنا طبيب"...منحتني ابتسامة لا معنى لها...من ثم بادرتها قائلا:"قلتي أن لكي ثلاث سنوات متزوجة... ألا تعتقدي أنها فترة غير كافية للحكم على العلاقة وتقرير مصيرها بالانفصال...كما أعتقد أن كثيرا من الأزواج يمرون بتلك المرحلة بفعل الملل والروتين والظروف الاجتماعية....اعتقد ان تغيير الأجواء قد يناسبكما"...ابتسمت في حزن:"انت لا تعلم...لقد دبت الخلافات بيننا بعد شهر زواجنا الثاني...صار إنسانا لا يحتمل...نعم تزوجنا عن حب...لكن الحب أيضا يموت...قد اتخذت قراري بالانفصال".....هنا عاد الزوج إلى مقعده فنظرت الزوجة إلى الاتجاه الآخر...لا أعلم لماذا صرت أمقت هذا الرجل...رجل قاسي لا يهتم بزوجته و يعاملها سيئا هو رجل لا يحتمل...كنت طوال عمري انحاز للطرف الأضعف...لحظات و نهضت الزوجة فعدت إلى شرودي لكن قاطعني صوت الزوج قائلا:" نجلاء لم تعد كما كانت...لم تعد زوجتي التي احببتها....أشعر أنني لا أعرفها....قد صارت شخصا آخر"....اندهشت بشدة...ما هذا الذي يحدث.... لكنه واصل حديثه في شرود قائلا:"تزوجنا منذ ثلاث سنوات...كنا زوجين سعيدين...يحسدهما الناس على سعادتهما...تزوجنا عن حب...كنا عصفورين متحابين...لكن فجأة دبت الخلافات بيننا...نجلاء شاردة الزهن باستمرار وعندما أحدثها في أمر ما تثور لأتفه سبب...بدأت تتشاغل عني...لم تعد تهتم بي مطلقا...كرست كل حياتها لصديقتها و نزهاتها معهن....حاولت تعديل مسار حياتنا بإنجاب طفل لكنها رفضت و اعترضت بحجة انها غير مستعدة بعد لتحمل مسؤولية طفل كما إنها تريد أن تحافظ على جمالها و رشاقتها وهراء من هذا القبيل...لم أعد احتمل ذلك...حياتي لم تعتد تحتمل"... صمت لحظات ثم قال:"آسف صدعت رأسك...لكني كنت بحاجة للتنفيس عما بداخلي فقد خنقني اليأس"... قلت له:"لا عليك...مهتني أساسا أن انصت إلى الآخرين و أن استمع إلى مشاكلهم"...سألني في لهفة:"هل أنت باحث اجتماعي أم محلل نفسي؟"...قلت له:"لا هذا ولا ذاك...أنا طبيب"...منحني ابتسامة لا معنى لها...من ثم بادرته قائلا:"قلت أن لك ثلاث سنوات متزوج... ألا تعتقد أنها فترة غير كافية للحكم على العلاقة وتقرير مصيرها بالانفصال...كما أعتقد أن كثيرا من الأزواج يمرون بتلك المرحلة بفعل الملل والروتين والظروف الاجتماعية....اعتقد ان تغيير الأجواء قد يناسبكما"...ابتسم في حزن:"انت لا تعلم...لقد دبت الخلافات بيننا بعد شهر زواجنا الثاني...صارت إنسانة لا تحتمل...نعم تزوجنا عن حب...لكن الحب أيضا يموت...قد اتخذت قراري بالانفصال"....هنا عادت الزوجة وعاد كل منهما إلى وضعية الاتجاه المعاكس السابقة....طبعا اختلطت على ذهني الأمور....راقبتهما لعلي استشف الحقيقة من أعينهما...لكني فشلت...وحينما توقف القطار في إحدى المحطات نهضا و نزلا من القطار دون كلمة تحية واحدة لشخصي و خرجا و كانهما لا يعرفاني و لم يبوحا لي بأدق أسرارهما منذ لحظات...ومع تحرك القطار أخذت أفكر...ترى من صادق ومن كاذب...من على حق ومن على باطل...كم انت صعب أيها القضاء!!!...كيف يصدر القاضي حكمه القاطع في ظل تضارب الأقوال و تناقضها...لكني تعلمت...علمتني التجربة شيئا جديدا...علمتني ألا أحكم في قضية من طرف واحد دون سماع كل الأطراف...علمتني أن آخذ بوجهات النظر... علمتني أن للحقيقة دائما أبعاد أخرى....وعلمتني أيضا انني حينما أسافر إلى الاسكندرية...لا أركب أبدا القطار....

الأحد، 4 مايو 2008

لحظة شرود





رأيتها...جميلة...ينساب شعرها الأسود خلف ظهرها كأسدال الحرير...عيونها السوداوين جميلتين كعيون المها... رقيقة كالطيف... جذبت قلبي لمجرد مرآها...وقفت أراقبها... وجدتها تصعد بعضا من درجات السلم المؤدي إلى مدخل المبنى المواجه لمكان عملي...ثم وجدتها تجلس على إحدى الدرجات...ملابسها بسيطة فعلا لكنها نظيفة... ورغم بساطتها إلا أنها زادت تلك الحورية جمالا و حسنا...لكن بغض النظر عن جمالها...ما جذبني إليها شئ آخر...جذبني إليها مسحة الحزن التي ارتسمت على وجهها...نظرة الألم التي تطل من عينيها...شدت انتباهي فأخذت اتابعها...وجدتها تمسك كتابا و شرعت في القراءة به...لا أدري لماذا أحسست أنها شاردة الذهن و لا تقرأ شيئا...لو أن عيني مكان عينيها لقلت أن السطور تنساب أمامها كالنهر و تتساقط الكلمات منها... أعتقد أنها لا تقرأ أنما تحاول تشتيت تفكيرها عن أمر ما...ثم رأيتها تغلق الكتاب وتنحيه جنبا فتأكد ظني...ثم وجدتها تخرج من حقيبتها لفافة بها شطيرة ثم شرعت تأكل...شعرت بها تمضغ في شرود ولا تزدرد شيئا مما تأكله...أعتقد أنها تمارس المضغ كعملية مستقلة تجعلها تهرب من أفكارها...ثم قامت بتكوير ما تبقى من الشطيرة في اللفافة و أعادتها إلى حقيبتها...أخذت أتساءل ترى ما سر هذا الملاك؟...رأيتها تعتدل في جلستها ثم وضعت خدها على كفها و نظرت إلى السماء و سرحت...خفق قلبي في عنف...قد ذكرتني حركاتها تلك بحبيبتي التي فرق بيني وبينها القدر...استمرت تلك الحورية في شرودها لحظات...ثم وجدت دموعها تنساب على وجنتيها الرقيقتين....هنا لم أعد احتمل...قررت المغامرة...وجدتني اتجه إليها و مددت يدي إليها مانحا إياها منديلا لتجفف دموعها...نظرت إلى مندهشة لحظة ثم أخذت المنديل شاكرة...لا أعلم ما الذي ألجم لساني و منعني من الكلام...لذا استدرت و اتخذت قراري بالرحيل لكنها استوقفتني....وبعينين حزينتين نظرت إلي وقالت بصوت جدير بهذا الملاك:"طبعا تريد معرفة سبب شرودي و بكائي؟"...لم أرد...أي كذبة لن تجدي...عيناي ستفضحني... وجدتها تقول:"لماذا لا تخمن أنت؟"....قلت لها في حذر:"لا أدري...قد تكوني لا قدر الله فقدت أحدا من أهلك او أحبابك...أو علكي خسرتي وظيفة أو أخفقتي في اختبار....و احتمال أن تكوني افترقتي عن حبيبك أو اكتشفتي خيانته....أو خدعك صديق لك"....ابتسمت ابتسامة شخص يرى تلك الأمور تفاهات وقالت:"أهذه كل أسباب الحزن والدموع في نظرك؟"...أجبت:"نعم....ولا أري شيئا آخر يستحق البكاء عليه...فقدان الأهل و الحبيب هي أقسى الآلام على النفس"...هنا بكت تلك الغيداء بكاء حارقا....ومن بين دموعها الغزيرة قالت:"أتعتقد أن معرفة خبر مرضك الخطير و رحيلك الداني عن الدنيا أمر هين لا يستحق البكاء؟!!"...سكت من الصدمة...بهت الذي كفر...صمت لحظات ثم قلت:"إذن...هل تبكين لأنك مفارقة أهلك ومن تحبين؟"...ردت من بين دموعها:"لا...بل أبكي فراقي الدنيا...أهلي بعيدون عني...و ليس لي صديق...ولا حبيب أبكيه و يبكي علي....لكني لا أرغب في الموت"....سكت و سألت نفسي لماذا تتمسك بحياة لا تتمسك بها....لا أهل و لا أحباء...إذن لماذا تحب الحياة و تخشى تركها...حينما نقلت إليها خواطري نظرت إلى في ازدراء و قالت في حدة:"أنت لا تعرف ما أشعر به...لا يمكنك فهم هذا الشعور"....آثرت إنهاء المناقشة والرحيل دون استثارة غضبها...لكنها قبل رحيلي اعتذرت إلي وشكرتني ثم قالت:"صدقني...أنت لا تعرف هذا الشعور"
*****
تركتها ورحلت...فكرت في كلامها...رغم إنني أحسن منها حالا و ظروفا ولي أهل و أحباء وحبيبة رغم فراقنا مازلت احتفظ بحبي لها و كذلك هي...إلا أنني لا أتمسك بالحياة مثلها ولا اشتهيها...أعتقد أن تمسكها بالحياة نوع من الضعف البشري و حب الذات لا أكثر...الحمد لله إنني قوي النفس صحيح القلب.
*****
بعد ثلاثة أشهر...كنت جالسا على إحدى درجات السلم المؤدي إلى مدخل المبنى المواجه لمكان عملي...أمسكت بكتاب قرأت فيه قليلا لكن تفكيري منعني من الفهم فعزفت عنه...ثم أمسكت بلفافة بها شطيرة شرعت التهمها في شرود...شردت بذهني لحظات أفكر...حزن شديد أشعر به و وحدة قاتلة أسالت الدمع من عيني...ثم فجأة وجدت أمامي يدا تقدم إلي منديلا فنظرت فإذا هي تلك الغيداء المنتظرة النهاية...رأيتها أجمل مما سبق...ووجدت على ثغرها ابتسامة شاحبة قبل أن تقول:"اعتقد إنك أخيرا عرفت ذلك الشعور".....

الجمعة، 2 مايو 2008

وداعا يا إكليل الزهور



لا أعلم لماذا أجد نفسي اليوم وحيدا؟...الكل انفض من حولي...أهلي, جيراني, أصدقائي, أحبائي...الكل غادرني و رحل عني... تركوني أقاسي الحياة وحدي...ياله من إحساس مؤلم...لكني لم أحزن..لم أجزع...فهي لم تتركني...هي فقط من تمسكت بي رغم فراقنا و خصامنا...وجدتها على باب منزلي...وجدتها على عتبة داري...ممسكة بباقة من الزهور-أم هل أقول إكليلا؟-طبعا لم أدعها للدخول فأنا أعيش وحدي...رأيتها تبكي بحرقة...اغرورقت عيناها بالبكاء...وانهمر الدمع على وجنتيها كالمطر... وجدتها تتوسل إلي أن أعود إليها...ترجوني ألا أرحل عنها و أتركها... أقسمت بأنها تحبني و وعدتني ألا تضايقني أبدا...تمزق نياط قلبي لحديثها و دموعها...رق قلبي...لكن كبريائي منعني من الحديث والبوح بحقيقة ما يدور بداخلي...هكذا تجدني أشيح بوجهي عنها في صمت... شعرت بغضبي فوضعت إكليل الزهور على عتبة الدار و غادرت دامعة العين كسيرة القلب...
*****
على مدى عام كامل كانت حبيبتي تأتيني كل يوم...تحمل كعادتها إكليل الزهور و تضعه على عتبة داري...تبكي و تتوسل...تدمع و تطلب مني السماح...صراحة رق قلبي...فتر غضبي...لكني لم اعترف بذلك...صارت كل يوم تأتي و تحدثني و تسليني...تحكي لي عن حياتها و عن صديقاتها...هذه أحبها و هذه أكرهها...تحدثني عن مضايقات جارها الذي يهواها وهي لا تتقبله...تمازحني و نضحك سويا...تأتيني يوما ضاحكة تحكي عن إنجازاتها...و تأتيني يوما باكية تحكي عن إنكساراتها...تأتيني كل يوم على مدار العام تسلي وحدتي و تمنحني الأزهار...في قرارة نفسي عقدت العزم على العودة إليها و استرجاع الحب بيننا...في انتظار الفرصة السانحة...
*****
ماذا حدث لحبيبتي؟!...قد قلت زياراتها تدريجيا...أصبحت تأتيني مرة كل أسبوع...بل أسوأ....صارت مرة كل شهر...تأتيني جامدة الوجه...تحدثني حديثا سريعا مقتضبا و تمشي مسرعة...لكنها لم تنسى عادتها...كانت تضع إكليل الزهور على عتبة الدار و ترحل...غضبت...كدت أعدل عن قراري الذي اتخذته سرا...لكني تراجعت...أنا لا أعلم ظروفها...ترى من يعلم؟!!...
*****
انقطعت حبيبتي عن زيارتي عاما كاملا...كاد أن يصيبني الجنون...صرت أقضى معظم وقتي في قضم أظفاري...كبريائي منعني من الاتصال بها... ترفعي منعني من السؤال عنها...كنت أفكر هل ملت وضاقت ذرعا بتكبري و ترفعي عليها وتمنعي عنها...لكن لا...قد بلغ مني الغضب مبلغه...كان كل يوم يمضي دون أن تأتي يفعل بي فعل الأخشاب في النار المتأججة... نويت أن ألومها أشد اللوم حين مجيئها...نويت قطع كل صلة لي بها حينما تأتي...لكن هل تأتي؟!!...
*****
اليوم جاءت حبيبتي...كانت في أجمل صورة...مجرد مرآها أنساني كل إحساس بالغضب...أنساني كل كلام اللوم و العتاب...كان شوقي باديا علي...كدت أن أخذها بين أحضاني لكن الحياء منعني...لكن لحظة...من هذا الطفل الصغير الذي يغفو على كتفها...سمعت صوتا ذكوريا يأتي من غير بعيد يقول في نفاذ صبر:"ألم يحن الوقت بعد؟"...ردت عليه حبيبتي في سرعة:"حالا يا حبيبي...إنها آخر زيارة كما تعلم"...ثم نظرت إلي باسمة وقالت:"قد مرت السنون يا عزيزي...وعلى المرء أن يعيش حياته و يجدد مستقبله...قد وهبنا الله نعمة النسيان...أرجوك لا تغضب مني... أرجوك سامحني"....ثم وضعت إكليل الزهورعلى عتبة الدار و رحلت مسرعة...حاولت أن استوقفها و اعترف لها بحبي و بندمي على تركها تلك المدة تقاسي...لكن الكلام احتبس في حلقي...تجمد الدمع في محاجري...حاولت أن أجري و ألحق بها لكن لحظة...ما هذه الدار الضيقة التي أعيش بها؟...ما هذه الجدران و كل هذا الظلام المحيطين بي؟...ما هذا الحجر تحت رأسي؟...ما هذا الباب عند قدمي؟...ثم لماذا ارتدي هذا الثوب الأبيض الذي لا أكمام له؟...ما كل هذا التراب الذي يحيطني و يغطيني؟....هنا أدركت الحقيقة...ومع صوت خطوات حبيبتي المبتعدة...علمت أنها آخر زيارة منها...آخر مرة أراها فيها...علمت أنها آخر ضحكة و آخر بسمة و آخر دمعة و آخر لقاء...علمت أنه آخر إكليل زهور اتلقاه منها...وعلمت أيضا الحقيقة القاسية التي أخشاها...علمت الآن علم اليقين و تأكدت...هنا فقط تأكدت...إنني اليوم حقا قد مت...

الخميس، 1 مايو 2008

سفر



كنا أربعة...من مدن مختلفة التقينا...من بيئات متفاوتة تعارفنا...من مهن متفرقة اجتمعنا...اجتمعنا على الصداقة والود.
كنا أربعة...أصدقاء متحابين أكثر من الأخوة...نسهر سويا ونمرح معا... نتشارك الأحزان و نتبادل الأفراح.
كنا أربعة...أحمد و شريف و عمرو و أنا...كنا قد قررنا السفر بسيارة "عمرو" لقضاء بضعة أيام في إحدى المدن الساحلية البعيدة...فرصة لتغيير الأجواء و استعادة النشاط.
كنا أربعة...وانطلقنا بالسيارة ليلا...كل منا يحمل بداخله أحلامه و آماله... كذلك يحمل مخاوفه...مخاوفه من المستقبل المجهول...مخاوفه حتى من الطريق المظلم الموحش الممتد إلى مالا نهاية.
كنا أربعة...لكن الاطمئنان لم يكن خامسنا...
*****
انطلقنا ليلا في الطريق الصحراوي المظلم...أكاد أقسم أننا كنا وحدنا على الطريق...لا توجد سيارة سوانا...كان السؤال الدائر بأذهاننا هو ماذا سيحدث لو تعطلت بنا السيارة....لا سبيل للخلاص حتما...هكذا وفي محاولة لتبديد مخاوفنا...شرعنا نغني و نمزح و نتحدث و نضحك...لكن هيهات...قد كان الخوف ضيفنا...قد كان شريكنا الخامس في رحلتنا... وهو ضيف ثقيل وشريك قيادي يصعب تنحيته...هكذا هبطت موجة مرحنا كما ارتفعت...واستسلم كل منا لأفكاره...من ثم قرر "عمرو" أن يسلينا ويقصر علينا المسافة فترك العنان لأغاني "فيروز" الساحرة تنساب كأنغام الجنة...سرح كل منا مع صوتها العزب الشجي...شرعت أفكر في كل شئ بعيد عن مخاوفي من المجهول...فكرت في أهلي وفي أخي المسافر وفي دراستي...فكرت فيها هي...نعم فكرت في حبيبتي... استعدت لحظات الحب الرائعة معها...و اخترق جدار أفكاري صوت "فيروز" تشدو فتقول:"شايف البحر شو كبييييييير...كبر البحر بحبك...شايف السما شو بعيييييييد...بعد السما بحبك"....ابتسمت...قد أحببتها حقا كما تقول فيروز بنفس الكيفية تماما...أخذت استرجع أيام الحب والوفاق...لم أتوقف عن التفكير بها...كنت أحاول أن أركز أفكاري كلها في اللحظات السعيدة و الذكريات الحلوة...لكتي فشلت...تذكرت أيام النزاع و الخصام...تذكرت جرحي لقلبها و جرحها لقلبي...تذكرت لحظة الفراق الحزينة...لحظة الوداع الأليمة...عاودني صوت "فيروز" تقول :"زعلي طول أنا وياك...وسنين بقيت...بجرب فيهن أنا أنساااك...ما قدرت نسيت"...يالله...كم أنتي رائعة أيتها الفيروز...نعم قد طال خصامنا...طال ببعدنا الأمد...لكني لم استطع نسيانها...مازلت لتلك اللحظة أفكر بها...قد تكون تلك الرحلة نفسها هربا من نفسي و من تفكيري بها...أتساءل وقلبي يتمزق...هل مازالت تذكرني وتفكر بي مثلما أفعل؟...أم نسيتني و نسيت أيامي؟...من أين لي أن أعلم....أطلقت زفرة حارة من الأعماق...ثم أملت رأسي و غرقت في سبات عميق...
*****
لا أعرف كم من الوقت مر علي نائما...قد يكون ساعات وقد يكون لحظات...لا أعلم...لكني استيقظت بغتة على ضوضاء وصوت آله تنبيه مرتفع...نظرت حولي في سرعة وسمعت "فيروز" تشدو وتقول:"من زماااااااان... أنا و صغيرة....كان في صبي...آجي من الأحراش...العب أنا وياه....كان أسمه شادي"...نظرت أمامي فوجدت"عمرو" يتصبب عرقا و رأيت شاحنة عملاقة تتجه إلينا في ثبات مسرعة...صوت "فيروز" يدوي هادرا:"وعلقت عأطراف الوادي...شادي ركض يتفرج"...وجدت "عمرو"يصرخ...رأيت أحمد يبكي...وجدت "شريف"واضعا رأسه بين كفيه... حاولت أن أقول شيئا حكيما متعقلا ففشلت..."خفت وصرت أندهله وينك رايح يا شادي"...كفى يا "فيروز "بالله عليك...حاولت أن أنبه "عمرو" لشئ ما لكنه لم يستجب..."اندهله ما يسمعني...ويعدي بعرض الوادي"...صرخات من حناجرنا...نفير و أبواق التنبيه المزعجة....أضواء و صرخات و غناء...أضواء وصرخات و غناء... أضواء وصرخات و غناء....... ثم فجأة انتهى كل شئ...لا أعلم كم من الوقت غبت عن الوعي...لكني حينما استيقظت...وجدت حولي ظلاما دامسا وصمتا مطبق...وجدت نفسي راقدا على أرض الطريق غارقا وسط بركة من دمائي...وهكذا وجدت أصدقائي....أحسست بستارة كثيفة من الضباب تنسدل أمام عيني...ومن بين موتي و حياتي...ومن بين نومي و يقظتي...سمعت صوت "فيروز" الساحر يكمل:"من يومتها....ما عدت شفته...ضااااااااااع شااااااااااااااااااااااادي"....ولم أسمع شيئا بعدها قط....وللأبد....