الجمعة، 11 أبريل 2008

دمعة و فراق ولحظة حب


من منا لم يحب في حياته قط...... أعتقد أن الإجابة لا أحد..... من يقول في ثقة وكبرياء"لم أحب أبدا" هو شخص مغرور كاذب....ليس بالضرورة أن يعيش المرء قصة حب.....لكنه من الممكن أن يكون قد أحب في صمت.... والحب في صمت هو أصعب أنواع الحب وأقساها.... حيث يكون أمام ذلك المحب جدرانا و سدودا بينه وبين من يحب....فيض من المشاعر والأحاسيس المكبوتة بداخله لا يستطيع أن يطلقها....قليلون أسعدهم الحظ بأن كان هذا الحب الصامت متبادلا في انتظار لحظة الحقيقة..... لكن كثيرون عاشوا عمرهم يتعذبون من هذا الحب....منهم من دخل في علاقة حب مع آخرين أحبوهم بالفعل..... لكنهم فشلوا في نسيان هذا الحب الكامن بداخلهم..... قد يعذرهم البعض ويعتبرهم ضحايا لحب ليس بأيديهم.... وقد يعتبرهم البعض خونة لم يحافظوا على كرامة من أحبوهم بل وجرحوا من لم يجرحهم.....شخصيا أميل إلى الرأي الثاني.... لكني هنا لست بصدد مناقشة الحب الصامت.... أحببت فقط أن اتكلم عن لحظة الفراق....من لم يعش الحب يعتقد أنها لحظة سهلة بل ويسخر ممن يتألم ويبكي الفراق....لكنها بالفعل لحظات قاسية....إنها لحظة فراق قلبين اجتمعا على الحب حين وجدا ضالتهما بعد طول انتظار.... لحظه انتهاء حلم جميل.... لحظة انهيار مستقبل مضيئ..... لحظة تحطم قلبين وانكسار روحين....إنها لحظة الفراق.... أتذكر مقولة رائعة للعظيم د/مصطفى محمود في رائعته "المسيخ الدجال" يقول فيها:-"إن عند الله لحظة تهتز لها السماوات والأرض....هي لحظة فراق الحبيبين"....نعم يا أصدقائي إنها لحظة صعبة....كثيرا منا عاشها وعانى ويلاتها....كثيرا منا جعلها أسوأ لحظاته....ومنا من جعلها لحظة لا تنسى.... أعرف أناسا عاشوا قصة حب جميلة طويلة الأمد....ولكن عند الفراق أنهوها أسوأ نهاية ممكنة...تبادلوا الاتهامات والسباب وكشف كل منهم عن وجهه القبيح وعن نفسه المريضة.... وأعرف آخرين عاشوها كأجمل لحظات حياتهم....أعرف إنسانا كان محطم الروح جريح الفؤاد....وحينما حانت لحظة الفراق....عاشها بصدق وأطلق لمشاعره العنان.... أذرف الدمع أمام حبيبته.... أخبرها بحبه الجم لها وأنه أبدا لن ينساها.... لم يخجل من بكائه أمامها.... لقد آمنها على قلبه أفلا يأمنها على دموعه... بكت حبيبته لبكائه...وبكى هو لبكائها...وبكي الإثنان للفراق... تلامست أيديهما... شعرا بأحاسيس لم شعرا بها من قبل....زاد حب كل منهما للآخر....تعانقت قلوبهما وتلاقت روحاهما..... رغم أنها كانت آخر لحظات حبهما لكنها كانت أجمل لحظات ذلك الحب....إذن يا أصدقائي....إذا اضطرتنا الظروف أو ساقتنا الأقدار تجاه موقف كهذا... وإذا شاء الله أن نفترق عمن نحب... لماذا لا نجعل تلك اللحظة أجمل لحظات حياتنا...لماذا لا نجعلها ذكرى لا تنسى....عطرا جميلا نستنشقه بين حين وحين فلا ننسى أبدا من أحببنا.... لماذا لا نجعل لحظة الفراق قاعدة انطلاق جديدة لقلوبنا وأرواحنا لتسبح في الفضاء السرمدي وتحقق ذاتها وتبني مستقبلها... ولماذا لا نجرب أن نعش يوما آخر...نحب ونتعلم ونفيد ونستفيد...نبني عالمنا الخاص...نسمو بأرواحنا ونطهر قلوبنا...ويكتسب معنى الفراق بعدا جديدا في مداركنا...... فلنجعل يا أصدقائي لحظة الفراق أسمى لحظات الحب.... والحياة.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

هيا فعلا بتبقى اصعب لحظة على الواحد بس عمرها مهتبقى لحظة حلوة ايا كانت طريقة الانفصال لان الواحد لو افتكرها_دا لو كان نسيها_عمرها مهتبقى لحظة انطلاق لية بل بلعكس هترجعة لوراكل ما يفتكر كل لحظة عاشها مع حبيبة -لو كانو حبو بعض فعلا_وربنا ما يكتبهاش على حد

غير معرف يقول...

للأسف بنقول كلام بس بننفذ عكسه
او علشان ما أظلمش بنقول كلام بننفذه لكن طبيعتنا كبشر بتغلب علينا وبنرجع نعمل حاجات وحشه تضيع الحاجات الحلوه اللي عملناها
يعني أبسط مثال انت يا صاحب المدونه كلنا لاحظنا وحسينا وعشنا معاك قد ايه انت بتحب حبيبتك وانك لما سبتها سبتها علي ذكري حلوه تفتكرهالك
بس انت اهو ضيعت كل دا مش بقول علي انك كاتب عليها خاينه او كدا
لانها ممكن فعلا تكون خاينه
انا بتكلم علي بعض التعليقات اللي شوفتها بعض اصحابك كاتبين اسمها وكاتبين كلام وحش عليها
طب منين جت الفكره دي كانوا مثلا بيقابلوها معاك
لا طبعا
انما انت اللي وصلت الفكره دي عنها حتي لو كانت الفكره دي حقيقيه فبجد مش من صفات الحب انك تشوه صوره حبيبك قدام الناس
دا رأي ومن حقك تقبله او ماتشوفهوش خالص او تحذفه براحتك
وربنا يوفقك

nouran يقول...

احييك على موضوعك الرائع
ومن راى ان الحب الصامت اجمل واروع معانى الحب لانه مابيديش فرصة للغلط
او مابيديش حاجة مش من حق الانسان انه ياخدها الا بطرق الصحيحة هتقولى طب ازاى الشخص الا بيحب فى صمت هيعرف
مشاعر الشخص التانى هو لو فعلا بيحبه
فى الله ربنا هيولد المحبة فى قلب الاخر ولو ماكنش فيه مايبقاش حب
يبقى وهم
اسفة على الاطالة

لك تحياتى